عاجل

الجيش الإسرائيلي يعلن شن ضربات على "حزب الله" في جنوب لبنان

logo
العالم العربي

الأبراج السكنية.. هدف إسرائيل الإستراتيجي لتدمير غزة

الأبراج السكنية.. هدف إسرائيل الإستراتيجي لتدمير غزة
وسط قطاع غزة المدمر جراء القصف الإسرائيليالمصدر: رويترز
23 يوليو 2024، 8:27 م

تمثل الأبراج السكنية في قطاع غزة هدفًا إسرائيليًا استراتيجيًا لتدمير القطاع، وهو الأمر الذي دفعها لاستهداف تلك الأبراج بشكل متعمد منذ بداية الحرب، بينما زادت وتيرة استهداف تلك الأبراج أخيرًا خاصة في مخيم النصيرات وسط القطاع.

ويعمل الجيش الإسرائيلي على تدمير الأبراج السكنية في القطاع إما بشكل كلي، وذلك بقصف عنيف بالطائرات الحربية، أو بشكل جزئي من خلال تدمير عدد من الطوابق العلوية وبعض الأجزاء الجانبية، مما يجعل البناء غير صالح للسكن.

أخبار ذات علاقة

إسرائيل تدرس خطة للانسحاب الكامل من قطاع غزة

ولا توجد إحصائية رسمية لعدد الأبراج السكنية التي دمرها الجيش الإسرائيلي؛ إلا أنه وحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن الحرب أدت إلى تدمير 150 ألف وحدة سكنية بشكل كلي، و200 ألف وحدة بشكل جزئي.

ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، رفيق أبو هاني، أن "استهداف الجيش الإسرائيلي للأبراج السكنية يأتي لتحقيق سلسلة من الأهداف"، مشيرًا إلى أن أبرز تلك الأهداف هو تحويل القطاع لمنطقة غير صالحة للعيش بعد الحرب.

وقال أبو هاني، لـ"إرم نيوز": "إن تلك الأبراج هي العامل الوحيد الذي يخفف التكدس السكاني في القطاع، على اعتبار أنه البقعة الجغرافية الأكثر تكدسًا في العالم، وبالتالي فإن تدميرها سيؤدي لزيادة الضغط السكاني الذي تعانيه غزة".

إقناع الشارع الإسرائيلي

وأضاف: "أما الهدف الثاني فيتمثل في الحصول على صورة لدمار كبير تمكن القادة السياسيين والعسكريين من إقناع الشارع الإسرائيلي بأنهم استعادوا قوة الردع الإسرائيلية، وبالتالي مواجهة المطالبات المتعلقة بالتحقيق في إخفاقات هجمات أكتوبر".

وتابع: "الهدف الثالث يتمثل في استمرار العمل العسكري بمختلف مناطق القطاع، وضمان إطالة أمد الحرب، خاصة في ظل عدم رغبة الجيش الإسرائيلي في تنفيذ أي عمليات عسكرية برية في الوقت الراهن، في إطار الترتيبات الخاصة بالمرحلة الثالثة من الحرب".

وأشار إلى أن "الهدف الرابع يتمثل في محاولة الوصول إلى أي من القيادات العسكرية والسياسية للفصائل الفلسطينية، التي ترجح المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وجودها في المناطق السكنية"، لافتًا إلى أن ذلك يمثل هدفًا ثانويًا بالنسبة لإسرائيل.

ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي، إيهاب جبارين، أن "الأبراج السكنية تمثل هدفًا استراتيجيًا لإسرائيل في عملياتها العسكرية بقطاع غزة، باعتبارها نقاط ارتفاع يمكن للفصائل المسلحة الاستفادة منها في تنفيذ أي هجمات".

وقال جبارين، لـ"إرم نيوز": "استهداف الأبراج السكنية يأتي في إطار التدمير المتعمد لحياة السكان وشبكات الاتصالات الرسمية وغير الرسمية، وفي إطار المزاعم الإسرائيلية باستغلال تلك الأبراج للتشويش على القبة الحديدية".

الضغط العسكري والمفاوضات

وأضاف: "منذ الحرب على غزة عام 2014، اعتمدت إسرائيل سياسة استهداف الأبراج السكنية وتدميرها بالكامل، وكانت مثل هذه السياسة في بداية الأمر جزئية؛ إلا أنها تحولت لسياسة شاملة وثابتة خلال الحرب الدائرة حاليًا".

وأشار إلى أن "استهداف الأبراج يزيد الضغط العسكري على الفصائل المسلحة، ويدفعها في بعض الأحيان للقبول بتقديم تنازلات في المفاوضات التي يديرها الوسطاء لوقف القتال"، مبينًا أن ذلك يمثل وسيلة ضغط قوية على حماس والفصائل.

وبين جبارين أن "إسرائيل ستواصل سياساتها المتعلقة باستهداف الأبراج السكنية، وأن المرحلة الثالثة من الحرب على غزة في حال الإعلان عن البدء فيها ستركز بشكل أساس على استهداف تلك الأبراج وتدميرها".

وختم قائلا: "إسرائيل بدأت تدريجيًا الدخول في المرحلة الثالثة من الحرب، وكل ما تنتظره هو الإعلان عن فشل الوسطاء في التوصل لاتفاق مع حماس والفصائل الفلسطينية للبدء بشكل رسمي بهذه المرحلة، وهو ما سيطيل أمد الحرب"، حسب تقديره.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC