عاجل

الجيش الإسرائيلي يعلن شن ضربات على "حزب الله" في جنوب لبنان

logo
العالم العربي

الانقسام الفلسطيني.. عقبة إضافية أمام وقف الحرب في غزة

الانقسام الفلسطيني.. عقبة إضافية أمام وقف الحرب في غزة
02 يناير 2024، 5:17 م

يمثل الانقسام الفلسطيني عقبة إضافية في مسار الهدنة الشاملة بين حركة حماس وإسرائيل في قطاع غزة، والتي من شأنها أن تنهي الحرب المستمرة بالقطاع منذ أكثر من ثمانين يوماً، وأدت إلى مقتل وإصابة مئات الآلاف من الفلسطينيين، بحسب ما يرى مسؤولون ومحللون سياسيون.

ويثير ذلك التساؤلات حول إمكانية قبول حركة حماس بحل يفضي إلى تهدئة في غزة ويحد من سلطتها بالقطاع، خاصة وأن الحركة متمسكة بحكم القطاع، وسط اتهامات يوجهها خصومها بإفشال العديد من اتفاقيات المصالحة التي تحد من سلطاتها.

مستقبل الحكم بغزة

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، الشهر الماضي، إن "أي ترتيبات في غزة بدون حركته هي وهم وسراب"، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".

وأضاف هنية: "نؤكد أننا منفتحون على نقاش أي أفكار أو مبادرات يمكن أن تفضي لوقف العدوان، وتفتح الباب على ترتيب البيت الفلسطيني على مستوى الضفة والقطاع".

وفي سياق ذي صلة، أكد قيادي كبير في حركة فتح، أنه "في الوقت الحالي لا يوجد أي حوار بين حركتي فتح وحماس بشأن مستقبل الحكم في قطاع غزة"، مؤكدًا أن حماس ترفض فتح أي حوار بهذا الشأن من الفصائل الفلسطينية.

وأوضح القيادي، الذي فضل عدم ذكره اسمه، لـ"إرم نيوز"، أنه "بالرغم من المؤشرات الإيجابية التي قدمتها حماس بهذا الشأن في تصريحات بعض قياداتها السياسيين؛ إلا أنها تراجعت عن ذلك".

وأشار القيادي في فتح، إلى أن "حماس رفضت فتح حوار بشأن مستقبل الحكم بغزة، على الرغم من أن ذلك جاء بطلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس".

تدخلات خارجية

وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رمزي رباح، أن "التدخلات الخارجية تجد في الانقسام فراغًا تدخل من خلاله لتقسيم الفلسطينيين"، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني هو من يقرر مستقبل قطاع غزة.

وأوضح رباح، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "مستقبل غزة شأن فلسطيني داخلي يتطلب توحيد الصيغة الفلسطينية في إطار منظمة التحرير"، مبينًا أن ذلك يتطلب حوارًا فلسطينيًّا داخليًّا بين مختلف المكونات السياسية.

وأشار رباح، إلى أنه من "الطبيعي أن تكون حماس معنية بوقف إطلاق نار وتبادل أسرى وهذا أمر مهم وضروري"، واستدرك: "لكن عندما يجري الحديث عن مسار سياسي يجب أن يكون هناك صيغة قيادية فلسطينية موحدة".

وتابع: "لا يجب أن تنفرد حماس أو فتح بالمسار السياسي، ويجب أن يكون هناك موقف موحد يقطع الطريق على محاولات اللعب على الخلافات والتناقضات الفلسطينية"، مؤكداً على ضرورة الدعوة لحوار وطني شامل والتوافق على إطار موحد لمنظمة التحرير.

وبين رباح، أن "القضية الفلسطينية تمر بوضع مصيري، يستوجب على القيادة إطلاق مسار سياسي على المستوى الدولي لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة"، وأكد أن "هذه الحرب بكل هذه التضحيات لا بد أن تتوج بهذا المسار، وإلا فإن كل هذا سيذهب أدراج الرياح".

ما الذي تريده حماس؟

ويرى المختص في الشأن الفلسطيني، رياض العيلة، أن "حماس لا يمكن أن تقبل بسهولة التنازل عن الحكم في غزة، أو بأي اتفاق يحد من صلاحياتها"، مشيراً إلى أن الحركة متمسكة بالحكم، وهو السبب الرئيس لعرقلتها للانتخابات.

وأوضح العيلة، في حديث لـ"إرم نيوز"، أنه وبالرغم من حاجة حماس إلى شريك في إدارة غزة بعد الحرب لديه قبول دولي وإقليمي؛ إلا أنها تريد لهذا الشريك أن يكون في إطارها ووفق الشروط التي تمليها عليه".

وأضاف: "حماس تفاوض إسرائيل عبر الوسطاء بشكل منفرد وتسعى للوصول لحل تفرضه على الفلسطينيين وتروج له على أنه انتصارٌ سياسيٌّ وعسكريٌّ لها، وقبولها بأي اتفاق يحد من صلاحياتها تعتبره خسارة كبيرة".

وأشار العيلة، إلى أن "حماس لا يمكن أن تتنازل سواء لإسرائيل أو للسلطة الفلسطينية فيما يتعلق بإدارة قطاع غزة وطبيعة الحكم"، مؤكدًا أن الأمر لا يرتبط بالحركة وحدها؛ وإنما بحلفائها الإقليميين وداعميها الإستراتيجيين.

وبين المحلل السياسي، أن "أي اتفاق سيتم التوصل إليه يحد من صلاحيات حماس بغزة سيكون مؤقت ولن يتم تنفيذ أي من بنوده"، مشيرًا إلى أن مصيره سيكون ذات المصير لعشرات الاتفاقيات الموقعة بين فتح وحماس في السابق.

ويرى العيلة أن "حماس تبحث عن قبول دولي لها، وتحاول كسب ود الولايات المتحدة عبر التوصل لاتفاق تكون فيه واشنطن الضامن لإسرائيل، بما يضمن لها تحقيق التهدئة وإعادة الإعمار وتنفيذ بنود الصفقة الشاملة، وفتح خط حوار مع الإدارة الأمريكية".

واعتبر أن "تجاهل الولايات المتحدة للقيادة الفلسطينية فيما يتعلق بمفاوضات الهدنة في غزة، يؤكد تعمد واشنطن تجاهل السلطة، ويشير إلى وجود مخطط خاص بغزة وحماس بعيدًا عن الضفة الغربية"، وفق تقديره.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC