عاجل

الجيش الإسرائيلي يعلن شن ضربات على "حزب الله" في جنوب لبنان

logo
العالم العربي

"عام من العزلة".. كيف تؤثر عودة "الصدر" على انتخابات العراق؟

"عام من العزلة".. كيف تؤثر عودة "الصدر" على انتخابات العراق؟
10 ديسمبر 2023، 2:33 م

يرى مراقبون للشأن السياسي في العراق أن عودة رجل الدين الشيعي البارز وزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إلى المشهد السياسي، بعد عزلته لأكثر من عام، سيكون لها تأثير على إجراء انتخابات مجالس المحافظات المقرّرة في الـ18 من ديسمبر الحالي.

وفي وقت سابق، رفض الصدر، في بيان له، اتهام أنصاره بقصف السفارة الأمريكية في بغداد، وقال: "لو كان التيار من استهدف (سفارتكم الحبيبة) لأعلن ذلك وله الشرف، إلا أنهم لا يقولون قولاً ولا يفعلون فعلاً إلا بعد مراجعتنا، بل وكل ما يحدث من أعمال تستهدف (لوحات الفاسدين). إنها حرب انتخابية فاسدة بين الفاسدين، ولهذا إن (صمتنا لن يدوم) إذا عدتم لأكاذيبكم ونفاقكم، وسكوتنا يرعب الفاسدين".

وانسحب زعيم التيار الصدري في العراق من العملية السياسية في 29 أغسطس/آب 2022، بعد سحب نواب كتلته الصدرية من البرلمان، وذلك عقب سلسلة أحداث بدأت بتظاهرات لأنصاره وانتهت باشتباكات داخل المنطقة الخضراء في بغداد مع فصائل مسلحة موالية لإيران.

وقال رئيس مركز الإعلام العراقي في واشنطن، نزار حيدر، لـ"إرم نيوز"، إن استخدام الصدر مصطلح "الصمت لن يدوم" يؤكد عودة مقتدى وتياره إلى المشهد السياسي.



وأوضح بأن "العودة مع قرب انتخابات مجالس المحافظات ربما تدفع إلى تأجيلها لوقت آخر؛ من أجل مشاركة الصدريين فيها، خاصة أن الكثير من الأطراف السياسية تعتقد أن عدم مشاركة الصدر في الانتخابات سيخل في التوازنات السياسية".

وأضاف: "كان معروفا لدى الجميع بأن الصدر وتياره لن يبقى إلى الأبد منعزلا عن العملية السياسية، خاصة وأنه أكبر مؤثر بهذه العملية في العراق، ولهذا نعتقد أن عودة الصدر ستكون من خلال الضغط الشعبي على الحكومة والأطراف السياسية المشاركة فيها، كما أن الحكومة ستكون متفهمة لكل تحركات الصدر وأنصاره، فهي لا تريد أي تصعيد معهم خشية تكرار أحداث المنطقة الخضراء".

وأوضح بأن "قوى في الإطار التنسيقي تريد الإسراع بإجراء انتخابات مجالس المحافظات؛ بسبب مقاطعة الصدريين، حتى تستحوذ على مقاعد المجالس وتشكل الحكومات المحلية في المحافظات، دون أي منافسة لهم من الصدر، خاصة في مدن الوسط والجنوب"، في حين يدرك الصدر خطورة هذه الخطوة وتأثيرها على نفوذه في تلك المدن.

من جهته، قال الباحث في الشأن السياسي أحمد الشريفي، لـ"إرم نيوز"، إن "المعطيات وتصاعد الأحداث السياسية والأمنية في العراق تؤكد عودة الصدر وتياره إلى المشهد السياسي بقوة وتدخله في الكثير من الملفات، خاصة أن عزلته السياسية استغلها الإطار التنسيقي من أجل تقويض نفوذ الصدريين في الدولة".

وأوضح الشريفي أن "بيان الصدر كان واضحاً، وأن السكوت لن يدوم، وهذا يعني أن هناك قرارا بالعودة للعمل السياسي"، فيما ستحمل هذه العودة "معطيات ومتغيرات على الوضع السياسي في العراق، وذلك مع قرب الانتخابات المحلية، التي من الممكن أن تؤجل بسبب التطورات التي يمكن أن تحدث بعودة الصدر وأنصاره إلى الشارع".



وأضاف أن "الصدر طيلة الأشهر الماضية أوصل رسائل كثيرة إلى الأطراف السياسية كافة، وكذلك إلى الأطراف الإقليمية والدولية بأنه يراقب الوضع"، لافتا إلى أن "هذه الرسائل وصلت عبر خروج أنصاره في تظاهرات مختلفة، ومنها اقتحام السفارة السويدية وكذلك التظاهر لنصرة غزة وإقامة صلاة مليونية وسط بغداد وبالقرب من المنطقة الخضراء، وغيرها من الأحداث التي تؤكد أن الصدر متابع وسيعود للمشهد".

وكان زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر قد دعا، في 13 من تشرين الثاني الماضي، أنصاره إلى مقاطعة انتخابات مجالس المحافظات، وعدّ ذلك أنه سيقلل من شرعيتها خارجياً وداخلياً، ومنذ تلك الدعوة تعرضت دعايات وصور المرشحين في مناطق بغداد وباقي المحافظات العراقية إلى الإزالة والتخريب، مع نشر لافتات تدعو إلى مقاطعة العملية الانتخابية.

وستكون هذه أول انتخابات محلية تُجرى في العراق منذ أبريل/نيسان 2013، وتتولى مجالس المحافظات المُنتخبة مهمة اختيار المحافظ ومسؤولي المحافظة التنفيذيين، ولهم صلاحيات الإقالة والتعيين وإقرار خطة المشاريع بحسب الموازنة المالية المخصصة للمحافظة من الحكومة المركزية في بغداد، وفقاً للدستور العراقي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC