محللون: نتنياهو فشل في مهمته مع الإدارة الأمريكية

أكد خبراء ومحللون سياسيون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فشل في زيارته واشنطن بإقناع دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة بالأهداف الرئيسة له من الزيارة، ما يعني فشل زيارته.

وأشار المحللون في هذا السياق إلى المقاطعة الواسعة لكلمة نتنياهو من أعضاء الكونغرس الأمريكي الديمقراطيين، وغياب رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي عن كلمته، علاوة على أنها وصفتها بـ"الأسوأ إلى حد بعيد لأي شخصية أجنبية رفيعة المستوى تمت دعوتها وتكريمها بشرف مخاطبة الكونغرس".

وقف الحرب

ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي، إيهاب جبارين، أن "زيارة نتنياهو لواشنطن سبقها عدد من العوامل التي مثلت إشارة لفشله في تحقيق أي من أهدافها، خاصة ما يتعلق بالمطالبات الأمريكية المتزايدة بضرورة وقف الحرب في غزة".

وقال جبارين، لـ"إرم نيوز"، إن "مطالبات جميع الأطراف الأمريكية لنتنياهو بضرورة وقف الحرب تؤكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لم ينجح بالحصول على دعم واشنطن لاستمرارها، وأنه سيكون مضطرًا لاتخاذ قرارات مصيرية بشأن التهدئة مع حركة حماس".

وأضاف: "نتنياهو تلقى صفعة قوية من إدارة الرئيس جو بايدن، والمرشحة الديمقراطية المرجحة للرئاسة كامالا هاريس، كما أنه سيتلقى الصفعة ذاتها من المرشح الجمهوري دونالد ترامب"، مبينًا أن هناك توافقًا أمريكيًا على ضرورة إنهاء القتال في غزة.

وبين أن "نتنياهو يحاول الحصول على صورة المنتصر سياسيًا والمتحكم بالسياسة الأمريكية من خلال زيارته لواشنطن، إلا أنه فشل في ذلك، خاصة أن جميع الأطراف الأمريكية تدرك أهمية استعادة الرهائن والمحتجزين في غزة في إطار صفقة تبادل بين حماس وإسرائيل".

ولفت إلى أن "اللقاء المرتقب بين ترامب ونتنياهو سيكون المحاولة الأخيرة من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي لتحقيق مكاسب سياسية، إلا أن المرشح الجمهوري سيعطي أولوية لحملته الانتخابية على حساب علاقته الوطيدة بنتنياهو"، حسب تعبيره.

المسألة الأهم كانت كسب جمهور الديمقراطيين

مصطفى قبها، محلل سياسي

ويرى المحلل السياسي، مصطفى قبها، أن "زيارة نتنياهو للولايات المتحدة فشلت فشلًا ذريعًا، بالرغم من الاستقبال الحار الذي حظي به من قبل أعضاء الكونغرس الجمهوريين"، مؤكدًا أن المسألة الأهم كانت كسب جمهور الديمقراطيين.

وقال قبها، لـ"إرم نيوز"، إن "معظم اليهود الأمريكيين هم من مؤيدي الحزب الديمقراطي، والموقف الذي يتخذه بايدن وهاريس تجاه الحرب في غزة، سيدفع هؤلاء نحو المطالبات ذاتها، ومن ثم معارضة نتنياهو وسياساته".

وبين أن "نتنياهو لم يحصل على صورة الزعيم الأقوى الذي يحظى بامتيازات خاصة من الولايات المتحدة والإدارة الأمريكية، كما أنه مضطر للضغط على حلفائه اليمينيين من أجل الحيلولة دون تعقيد العلاقات مع واشنطن".

وختم بالقول إن "الفشل الذريع لرئيس الوزراء الإسرائيلي سيترجم إلى محاولات منه لإرضاء الولايات المتحدة، وذلك عبر تقديم تنازلات جوهرية؛ مما يؤدي إلى التوصل لصفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، بالرغم من معارضة حلفائه في اليمين الإسرائيلي".