السودان... انهيار سد أربعات يعزل المناطق المنكوبة عن العالم

قالت مصادر سودانية لـ"إرم نيوز" إن المواطنين في المناطق القريبة من "سد أربعات" شرقي السودان، الذي انهار جراء السيول، باتوا معزولين عن العالم.

وأشارت تقديرات غير رسمية إلى أن ما يزيد على 40 شخصًا لقوا حتفهم بشرق السودان، بينما لا يزال المئات في عداد المفقودين جراء سيول الأمطار التي اجتاحت المنطقة خلال اليومين الماضيين.

ويواجه مئات المواطنين أوضاعًا إنسانية متدهورة جراء سيول الأمطار، وسط صمت السلطات في مدينة بورتسودان القريبة من المناطق المنكوبة، ولم تتوفر حتى الآن إحصائية رسمية بعدد الضحايا.

وأكدت المصادر أن سكان قرى "أقني، أكواي، هدلاويت، بليت" أصبحوا عالقين في الجبال والمرتفعات، وسط انعدام الطعام ومياه الشرب النظيفة.

وأوضحت المصادر أن التواصل مقطوع مع سكان هذه المناطق؛ بسبب انقطاع الكهرباء ونفاد طاقة بطاريات الهواتف، وأن تأخر عمليات الإجلاء يعرض حياتهم للخطر.

أضرار جسيمة

وأعلن مكتب الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية "أوشا"، اليوم الثلاثاء، أن حوالي 20 قرية في اتجاه مجرى النهر تأثرت بما يصل إلى 50 ألف شخص يعيشون في المناطق الواقعة إلى الغرب من سد أربعات المنهار.

وأكد المكتب، في بيان تلقى "إرم نيوز" نسخة منه، أن الخرق الذي تعرض له السد أدى إلى تجفيف الخزان بالكامل؛ مما تسبب بأضرار جسيمة في الأرواح والممتلكات.

وأوضح البيان أن المتضررين يحتاجون بشكل عاجل إلى المياه والغذاء والمأوى، مشيرًا إلى أن التقارير تفيد بمصرع 30 شخصًا بسبب الفيضانات، لكن الأرقام الفعلية من المرجح أن تكون أعلى من ذلك بكثير.

وأشار البيان إلى أن عشرات الأشخاص مفقودون أو نازحون، كما دمرت الفيضانات مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية، وخلفت أضرارًا جسيمة للبنية التحتية المدنية في جميع المناطق المتضررة.

وأضاف البيان أن بعض سكان القرى الواقعة أسفل سد أربعات أجبروا على الفرار إلى الجبال بحثًا عن الأمان، بينما تم إجلاء آخرين بعد أن دمرت مياه الفيضانات منازلهم، وغمرت المناطق المتضررة.

وأضافت الأمم المتحدة أن مياه الفيضانات تسببت بأضرار لشبكات الاتصالات وإمدادات المياه والكهرباء، مما أدى إلى صعوبة الوصول إلى الطرق في المناطق المتضررة، كما أن الضرر الذي لحق بشبكة الاتصالات صعّب جمع معلومات أكثر دقة عن الوضع، في حين أن الضرر الذي لحق بالطرق يجعل من الصعب الوصول إلى المناطق المتضررة.

ويعد سد أربعات الذي انهار بسبب السيول والفيضانات منشأة حيوية لبورتسودان، إذ يعمل كمصدر أساس للمياه العذبة للمدينة، ومن المتوقع أن يكون لانهياره تأثير كبير على إمدادات المياه إلى بورتسودان.

وأطلق الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل نداءً للمجتمعيْن الإقليمي والدولي بضرورة التدخل الإنساني العاجل لإغاثة المنكوبين، والعمل على الإسراع في فتح المعابر والطرق والمطارات والموانئ لتدفق الإغاثة من دون أي عوائق.