هل يغير صعود "العمّال" سياسات لندن تجاه فلسطين؟
ألقت الحرب الدائرة في غزة بظلالها على نتائج الانتخابات البريطانية، التي فاز حزب العمّال بأغلبية الأصوات فيها، وسط توقعات بتغير محتمل لسياسات لندن في هذا الملف.
وسيحصل حزب العمّال (يسار وسط) على 412 من أصل 650 مقعداً في مجلس العموم، متقدماً بفارق شاسع على المحافظين الذين ستنحصر حصّتهم بـ121 مقعداً في أسوأ نتيجة انتخابية لهم منذ مطلع القرن العشرين.
ظلال حرب غزة
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة د.منصور أبو كريّم: لا شك أن للحرب على غزة تأثيراً على نتائج الانتخابات البريطانية، وبدا ذلك واضحًا من خلال مطالبة أعضاء من حزب العمال بأن يقوم رئيس الحزب بإدانة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين بغزة.
وأضاف أبو كريّم في حديث لـ "إرم نيوز"، أن حرب الإبادة الإسرائيلية على الفلسطينيين ألقت بظلالها على نتائج الانتخابات البريطانية، خاصة من حيث التباطؤ في إدانة الإبادة الجماعية للفلسطينيين؛ إذ جاءت تصريحات وزير الخارجية الجديد ديفيد لامي إرضاءًا لقطاع واسع من البريطانيين من ذوي أصول عربية وإسلامية الذين طالبوا بإدانة الحرب.
ولكن الحكومة الجديدة سجلت موقفًا غير مرحب به فلسطينيًا، وفق أبو كريم، بعدم نيتها في الوقت الراهن الاعتراف بالدولة الفلسطينية؛ ما يضع علامات استفهام على سياسة هذه الحكومة في المرحلة القادمة.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أنه من المعلوم بأن بريطانيا تدفع باتجاه تطبيق حل الدولتين وترفض الاعتراف الأحادي وهذا كان الموقف الدائم للمملكة المتحدة، ومع بدء الحرب على غزة حصلت بعض التذبذبات السياسية بإمكانية الاعتراف بفلسطين ولكن وبشكل مفاجئ ومخالف للتوقعات جاء رد حزب العمال، الذي يفترض أن تكون سياسته أكثر مرونة من حزب المحافظين رافضًا الاعتراف بدولة فلسطين.
ولفت إلى أن ذلك يعود بالأساس إلى "طبيعة الموقف البريطاني الرافض لاتخاذ خطوات أحادية الجانب ويفضل التفاوض من أجل التوصل إلى حلول وعدم اتخاذ خطوات مسبقة".
وأوضح أبو كريّم أن هناك حزمة من القرارات التي يمكن أن تعرض على مجلس العموم ابتداءًا من الجلسة القادمة والتي ستناقشه دور المملكة في إنهاء الحرب على غزة، إلى جانب مناقشة قانونية لشحنات الأسلحة التي يتم إرسالها إلى اسرائيل لقتل عشرات الآلاف من الأطفال والمدنيين.
تأثير مفصلي ومباشر
من جهته قال الناشط السياسي الفلسطيني عبدالله يوسف المقيم في لندن إن حرب غزة كان لها تأثير مفصلي ومباشر كإحدى أهم القضايا التي نوقشت في بريطانيا في الـ 8 شهور الأخيرة وأثرت على أصوات الناخبين البريطانيين، لا سيما الذين يميلون إلى حزب العمال.
وأضاف يوسف في حديث لـ "إرم نيوز"، أنه ما زال هناك الكثير من العمل من أجل الوصول إلى تحقيق عادل لمطالب الفلسطينيين والوقوف إلى جانبهم لا سيما، وأننا نتحدث عن الدولة التي منحت إسرائيل الأرض بموجب وعد بلفور، ومن ثم وبعد كل هذه العذابات يفترض أن يكون هناك رغبة مضاعفة بالتكفير عن الذنب وإعطائهم جزءا من حقوقهم، وفق تعبيره.
خيار بريطانيا
وأوضح أن الموقف البريطاني معلوم مسبقًا من القضية الفلسطينية والذي يدعم خيار حل الدولتين كأساس لاستعادة الحقوق المدنية، ولكن لم يعد ذلك كافيًا ويجب الضغط من أجل بلورة موقف موحد وواضح من قبل الدول العربية والجاليات العربية والإسلامية في بريطانيا للضغط على الحكومة من أجل الاعتراف بفلسطين بل وتعويضهم.
وأشار الناشط السياسي إلى أن للدبلوماسية الفلسطينية دورا بارزا ومهمّا في التأثير على الرأي العام البريطاني من خلال الأنشطة المستمرة والمظاهرات الممتدة والتي جابت شوارع لندن والمدن الإنجليزية مناصرة لفلسطين وداعية لإنهاء الإبادة.
