تضارب الرؤى مع نتنياهو بشأن إدارة الحرب يبعد ساعر عن حقيبة الدفاع

في أعقاب تكرار حديث الإعلام العبري، عن احتمال إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، واستبداله بالنائب المستقيل من الائتلاف، جدعون ساعر، نفى مصدر بحزب "أمل جديد" الذي يترأسه ساعر، أن يكون تلقى عرضًا من هذا النوع، حسبما أفادت قناة "الأخبار الـ 12" الليلة البارحة.
الأنباء عن احتمال إعادة ساعر إلى الائتلاف الذي استقال منه في آذار/ مارس الماضي، احتجاجًا على عدم ضمه إلى مجلس الحرب (تفكك بعد ذلك) استندت إلى قاعدة مفادها أن خلافات حادة تضرب العلاقة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبين وزير دفاعه، وأن الأقرب للمنصب هو ساعر، كوسيلة لإغرائه بالعودة على رأس حزبه اليميني إلى الائتلاف.

وضع افتراضي

لكن النائب عن حزب "أمل جديد" زئيف إلكين، والذي تولى في الماضي مناصب وزارية عديدة، نفى في حديثه مع قناة "الأخبار الـ 12"، أن يكون ساعر تلقى عرضًا من حزبه القديم (كان ساعر عضوًا بارزًا في الليكود)، وقال: "تعلمت ألا أعلق على أوضاع افتراضية".

إلكين الذي عقب على التطورات الراهنة التي تخيم على المشهد السياسي والوضع الأمني في إسرائيل، أشار إلى أن الأمر لا يتعلق بمنصب ما، ولكن برؤية حول كيفية إدارة حرب، مضيفًا أنه حين قرر حزبه ترك الحكومة أكد أنه لم يكن يرغب في ذلك، وأنه سعى للتأثر وتغيير الرؤية، دون أن يكترث رئيس الوزراء.

وأردف أنه حين "قيل للحزب أن نتنياهو يرفض تغيير الرؤية، ويصر على إدارة الحرب مثلما يديرها بالتعاون مع غانتس (كان ساعر شريكًا لغانتس في كتلة معسكر الدولة وفكك الشراكة)، لم نر أننا قادرون على البقاء طالما لا تأثير لنا".

 

الفجوة كبيرة
وسألته القناة عن الحرب المحتملة مع "حزب الله" وما إذا كانت سببًا لدفع ساعر لأن يصبح جزءًا من صناعة القرار، ووزيرًا للدفاع؟
وعلق بأن حزب "أمل جديد" لديه رؤية مختلفة عن الرؤى المتبعة حاليًّا بشأن كيفية إدارة الحرب على الجبهات كافة، وضرب مثلًا بخطوة، قال إن الحكومة لا تقدم عليها إطلاقًا وهي إبادة ذراع السلطة المدنية لحماس.
وذكر أن تلك هي أساس قوة حماس، وأن هذه الذراع تعمل دون إزعاج بين السكان داخل القطاع.
وبيّن أن إسرائيل لا تفكك تلك الذراع منذ أكثر من 9 أشهر دون سبب واضح، بينما يتملك حزب ساعر رؤية أخرى بشأن إدارة الحرب.
وبناء على ذلك، قال إلكين إنه حاليًّا لا يرى أيَّ بوادر بأن يغير وزير الدفاع غالانت ورئيس الوزراء نتنياهو رؤيتهما بشأن إدارة الحرب، ومن ثم لا توجد مقترحات قُدمت للنائب ساعر.
ليبرمان يعقب
في السياق، شن زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" المعارض، أفيغدور ليبرمان هجومًا حادًّا على حكومة نتنياهو وقيادة الجيش الإسرائيلي على خلفية هجوم مجدل شمس، وأعرب عن دهشته من غياب الرد وعدم وجود خطة عمل واضحة.
وأعرب عن صدمته وأسفه من تآكل الردع الإسرائيلي ونجاح إيران في توحيد الجبهات، دون أن تمتلك إسرائيل إستراتيجية شاملة، أو حتى منفردة إزاء كل جبهة، وقال إن المشكلة الحالية هي المستوى السياسي والقيادة العليا للجيش.
وسألته قناة "الأخبار الـ 12" عن تعيين ساعر وزيرًا للدفاع بشكل محتمل، فرفض التعليق على تلك النقطة، وقال: "لقد أعلنوا أنهم سيرفضون الانضمام إلى حكومة يرأسها نتنياهو.. على نتنياهو الاستقالة".
كما قطع عهدًا على نفسه بألا ينضم إلى حكومة مع نتنياهو في أي ظرف من الظروف، وقال: "لقد انتهى زمانه، عليه الرحيل، عليه أن يتحلى بالمسؤولية".