صحيفة عبرية: إسرائيل تتجه لخوض مواجهة كبرى مع جيوش غير نظامية

ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية اليوم السبت أن إسرائيل تتجه لخوض حرب كبرى، إذ تجتمع أسباب داخلية وخارجية من حرب مشتعلة داخل قطاع غزة، إلى جبهات متفاقمة في الشمال وفي ساحات أخرى، علاوة على الأزمات الداخلية.

وقالت الصحيفة إن مواجهة تلك الأوضاع تتطلب الاستناد على المفهوم الأمني الذي أسسه أول رئيس وزراء لإسرائيل، دافيد بن غوريون، والذي يقوم على ثلاث ركائز وهي: التحذير الاستخباراتي قبل الحرب، واتخاذ القرار العسكري أثناء الحرب، والردع الإستراتيجي في نهاية كل حرب.

وأفادت الصحيفة بأن المفهوم الأمني لبن غوريون سمح لإسرائيل بأن تفوز في حرب العام 1967، وعلى الرغم من الخسارة التي تكبدتها خلال حرب أكتوبر العام 1973 إلا أن إسرائيل فازت بالسلام في العام 1979. 

وتابعت أنه خلال القرن الحادي والعشرين، بدأ خطر نشوب حرب كبرى يتزايد، وذلك تزامنًا مع تآكل الأوضاع الأمنية في البلاد، وتدهور وتمزق المجتمع الإسرائيلي، وذلك في الوقت الذي انخفضت فيه ميزانية الدفاع بشكل كبير، وتقلص جيش الاحتياط، واستنزفت قوات الجيش خلال الحرب المُندلعة في غزة.

وأضافت الصحيفة أن إسرائيل لم تنتبه إلى التهديد الوجودي الجديد الذي يختلف تمامًا عن التهديدات السابقة، فهذه المرة الهدف ليس الغزو المفاجئ لإسرائيل من قبل الجيوش النظامية، بل الاختناق التدريجي من خلال الجيوش غير النظامية التي تشن حرب عصابات غير متكافئة، والهدف ليس مواجهة الجيش الإسرائيلي بشكل مباشر، بل تحديد نقاط الضعف التي ستشله، وفق قراءتها.

وأوضحت "يديعوت" أن "أكبر عدو يواجه إسرائيل هو إيران، التي تتألف إستراتيجيتها من ثلاثة مستويات، أولها الحصول على أسلحة نووية بهدف تحييد مفاعل ديمونة الإسرائيلي، وثانيها تطوير أسلحتها التقليدية بشكل متطور لتحييد قدرات القوات الجوية الإسرائيلية، والثالث إحاطة إسرائيل بحلقة نار عبر وكلائها في أماكن مختلفة من الشرق الأوسط".

وأكدت الصحيفة أن إسرائيل "تواجه جيوشًا غير نظامية، وتتكون إستراتيجيتها من ثلاثة مستويات هي: إمطار الجبهة الداخلية الإسرائيلية بالصواريخ والطائرات المسيرة ثم التموضع بطريقة تحرم الجيش الإسرائيلي من قدرته على خوض مناورة، يعقبهما إنشاء وحدات "كوماندوز" قادرة على اختراق السيادة الإسرائيلية".