logo
العالم العربي

محادثات جنيف.. لماذا يماطل "البرهان" بقبولها ويرحب بها "حميدتي"؟‎

محادثات جنيف.. لماذا يماطل "البرهان" بقبولها ويرحب بها "حميدتي"؟‎
عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلوالمصدر: رويترز
10 أغسطس 2024، 8:02 ص

أرجع سياسيون سودانيون مماطلة قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، المشاركة في محادثات جنيف لوقوع الجيش في قبضة "حركة الإخوان"، الذين يهددون قادته بالتصفية حال ذهابهم إلى أي مفاوضات.

وأوضح الساسة السودانيون أن قبول قائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي" المشاركة في المحادثات، يأتي من رغبته في وقف الحرب، وإنهاء معاناة السودانيين.

وكانت الخارجية الأمريكية قد دعت، الخميس الماضي، أطراف النزاع في السودان إلى الانخراط في محادثات جنيف يوم 14 أغسطس/ آب الجاري، للتوصل إلى حلول سلميّة تنهي الحرب في السودان، وسط تأكيد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، أنه لا يمكن أن يكون هناك نصر عسكري لطرف في هذه الحرب، وأن كل يوم يمر يضيف مأساة أخرى للشعب السوداني، معربا عن أمله أن تقرّر القوات المسلحة السودانية المشاركة في المحادثات بعد أن وافقت قوات "الدعم السريع" على المشاركة والحضور.

أخبار ذات علاقة

هل تنجح "رسالة الإخوان" بمنع البرهان من المشاركة في محادثات جنيف؟

 محادثات الفرصة الأخيرة

بشأن ذلك، قال عضو الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، علاء عوض، إن لمحادثات جنيف التي دعت لها الخارجية الأمريكية في 14 أغسطس/ آب 3 أهداف، هي منع العدائيات ووقف إطلاق النار، وتوصيل المساعدات الإنسانية، والثالث والأهم يتعلق بالآليات التي تُعنَى بالمراقبة لتنفيذ وقف العدائيات وتوصيل المساعدات.

ويضيف أن هذه الأهداف تشبه إلى حد كبير البنود التي جاءت في إعلان جدة، ولكنها لم تجد طريقها للتنفيذ، لا سيما آليات المراقبة التي تخصّ توصيل المساعدات ووقف إطلاق النار.

وأرجع عوض، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، قبول قادة "الدعم السريع" الدعوة إلى المحادثات للرغبة في إنهاء الحرب، أو على الأقل تخفيف معاناة النازحين ومن يتعرضون لمجاعات.

وانتقد عوض عدم صدور بيانات من الجيش السوداني لقبول الدعوة، في الوقت الذي خرج بيان من الخارجية السودانية "المختطفة من الإسلاميين" يحمل كثيرا من المغالطات.

 وأردف: "عملية المماطلة من قبل الجيش تأتي في ظل الانسحاب الدائم من محادثات جدة، وتقويض منابر التفاوض، وسط قصف الجيش للمدنيين بالطائرات في جميع المناطق".

"مراوغات الإسلاميين"

وشكك الأكاديمي والناشط السوداني، النور حمد، في سير المحادثات إلى ما يأمله الشعب السوداني؛ بسبب "مراوغات الإسلاميين" الذين لم يرسلوا إلى الاجتماع التمهيدي في جدة شخصا مسؤولا من البنية الحاكمة في نظامهم، سواء من المؤتمر الوطني أو الجيش، إذ أرسلوا طرفا ثانيا، معتبرا أن "هذه ليست علامة جيدة".

ولفت إلى أن "ما يجري في المفاوضات التمهيدية في جدة هو ما سيقرر مصير المفاوضات النهائية المقرر لها يوم 14 أغسطس/ آب في جنيف".

وأشار حمد، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن هذه المحادثات ليست معنية بالجانب السياسي، ولكنها ستنحصر في الأمور المتعلقة بإيقاف القتال، وفتح ممرات آمنة تصل من خلالها المواد الإغاثية والإعانات إلى المتضررين من السودانيين الذين يعيشون في مجاعات وسط انعدام الغذاء والدواء.

واستكمل حمد بالقول إن الجيش ما زال واقعا في قبضة "حركة الإخوان"، وإن قياداته مهددة بالتصفية بالمسيّرات في منازلهم حال الذهاب إلى أي مفاوضات، وفق قوله.

ولفت حمد إلى أن عبد الفتاح البرهان "متردد" في التعامل مع الموقف الحالي، في ظل هزيمة الجيش "المتخندق" في مواقعه، في حين تسيطر قوات "الدعم السريع" على 70% من أراضي السودان.

وتابع: "حتى لو كان نائب البرهان، شمس الدين الكباشي، قد وقّع على اتفاق في المنامة، لكن مع العودة إلى بورتسودان تنصّل من الاتفاق؛ نظرا لأنّ الأمين العام للحركة الإسلامية، علي كرتي، وجه باستمرار الحرب وعدم وجود اتجاه للتفاوض".

أخبار ذات علاقة

"الإخوان".. كلمة السر في رفض البرهان المشاركة بمحادثات جنيف

 "الدعم السريع" ترحب

يرى خبير قضايا السلام وفض النزاعات، إبراهيم زريبة، أن ترحيب "الدعم السريع" بمحادثات جنيف يرجع إلى تقدمها ميدانيا، وكونها المنتصر، ووضعيتها أفضل كثيرا في ظل السيطرة على 70% من السودان، مما يوفر لها بيئة قوية للتفاوض ووضع شروطها مع الالتزامات الأخلاقية المتعلقة بالأوضاع الإنسانية.

ورصد زريبة، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، سببين رئيسين لـ"مماطلة الجيش" بالمشاركة أو ما يدور بشأن عدم صدور قرار بذلك، هما: تعدد أصوات أصحاب القرار داخل الجيش السوداني التي لا تقتصر على البرهان، وكيفية المشاركة كطرف مهزوم ومتراجع وفاقد للسيطرة على أجزاء واسعة من البلاد. 

وأضاف: "عبر حسابات التفاوض، بات الجيش السوداني غير مؤهل لوضع شروط أو المشاركة في الطاولة التفاوضية".

"حرب غير مصطنعة"

في حين يؤكد رئيس تجمع كردفان للتنمية، الطيب الزين، أن قبول "حميدتي" لمحادثات جنيف ومماطلة البرهان يؤكدان طبيعة الصراع بأن هذه الحرب ليست مصطنعة من طرف خارجي، ولكنها داخلية "فرضتها فلول النظام السابق على (الدعم السريع)، إذ ظلت الأخيرة ترحب دائماً بأي دعوة إلى وقف الحرب التي ترفض استمرارها، وليست لها أجندة سياسية في هذا الإطار".

وزاد: "في حين أن البرهان والإسلاميين متمسكون بأهدافهم المتعلقة بالعودة إلى السلطة بعد الإطاحة بهم من جانب المدنيين".

ويستكمل الزين، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن مفاوضات جنيف تركّز على إيقاف الحرب التي شكلت كارثة للشعب السوداني، وجعلته ضحية وسط مأساة، ثم تمكين المنظمات المعنية بتقديم المساعدات للضحايا، وتأتي تلك المحادثات تتويجًا لما سبقها من مباحثات في جدة والمنامة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC