نتانياهو يعلن أن إسرائيل ستواصل ضرب حزب الله في لبنان

logo
العالم العربي

شرارة الحرب وشرط وقفها.. ما سر استهداف إسرائيل لـ"الليطاني"؟

شرارة الحرب وشرط وقفها.. ما سر استهداف إسرائيل لـ"الليطاني"؟
نهر الليطاني - لبنانالمصدر: ويكيبيديا
24 سبتمبر 2024، 11:50 ص

تحول اسم نهر الليطاني إلى عنوان دائم في الأخبار، منذ عام على الأقل، مع انطلاق الحرب في غزة، وقرار حزب الله "إسنادها" في اليوم التالي 8 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

ولكن "معضلة" نهر الليطاني  بين إسرائيل وحزب الله ليست وليدة الحرب الأخيرة، بل هي "قصة" قديمة جديدة، فالنهر اللبناني الشهير ارتبط منذ عام 2000 بما يسمى "الخط الأزرق" الذي رسمته الأمم المتحدة عقب انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان.

وعلى حين تصر إسرائيل على خلو المنطقة من حزب الله وسلاحه مقابل انتشار الجيش اللبناني واليونيفيل، يرفض حزب الله الطلب الإسرائيلي، ويستمر في "إسناد غزة" رغم التهديدات الإسرائيلية، لتبدأ إسرائيل قبل يومين أعنف هجوم جوي لها على حزب الله ولبنان منذ 2006، بهدف واضح وكبير: إخلاء منطقة الليطاني من حزب الله وسلاحه.

والسؤال: ما هي أهمية الليطاني لدى الجانبين؟ وماذا نعرف عن هذه المنطقة الجغرافية التي قد تشعل حربًا لا حدود لها؟ 

الخط الأزرق

يعد الخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة عقب انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في مايو/ أيار عام 2000، بمنزلة حدود بين الجانبين، أما نهر الليطاني فهو أهم الأنهار اللبنانية الذي يصب في البحر المتوسط على بعد نحو 70 كيلومترًا جنوب العاصمة بيروت.

ويبلغ العمق الذي يفصل الخط الأزرق عن مجرى النهر في حده الأقصى 28 كيلومترًا في القطاع الأوسط، ويبلغ في حده الأدنى 6 كيلومترات في أقصى القطاع الشرقي.

ويبلغ طول الحدود بين لبنان وإسرائيل من مزارع شبعا شرقًا إلى رأس الناقورة غربًا نحو 76 كيلومترًا، أما طول الساحل الجنوبي ما بعد الليطاني فيبلغ نحو 30 كيلومترًا.

جغرافيًّا وسكانيًّا

تبلغ المساحة الكلية لجنوب الليطاني نحو 850 كيلومترًا مربعًا، ويقطنه نحو 200 ألف نسمة، 75 بالمئة منهم من الشيعة، على حين يتوزع الـ25 بالمئة المتبقية على السنّة والدروز والمسيحيين.

ويمثل هذه المنطقة في مجلس النواب اللبناني البالغ عدد أعضائه 128 نائبًا، 9 نواب من الشيعة و3 نواب لأقليات جنوب الليطاني، وتعمل في جنوب الليطاني قوات حفظ السلام الدولية "يونيفيل" منذ 28 عامًا وفقًا للقرار الدولي 425.

خزان لبنان المائي

يبلغ طول مجرى الليطاني (يتجه من الشرق إلى الغرب) 170 كيلومترًا، ويشكل العصب المائي للبنان، وترتكز عليه مخططات الإنماء المائي الزراعي المتكامل لمناطق البقاع الجنوبي وجنوب لبنان، وتعتمد المنطقة عليه لري مساحة 54 ألف هكتار، ولتزويد 264 بلدة وقرية يبلغ مجموع سكانها الحالي 794 ألف نسمة، أي نحو خُمس سكان لبنان.

ماذا تريد إسرائيل؟

يطالب القرار 1701 الحكومة اللبنانية وقوة اليونيفيل بنشر قواتهما في منطقة جنوب الليطاني، ويدعو إسرائيل عند بدء عملية الانتشار هذه إلى سحب كل قواتها إلى ما وراء الخط الأزرق.

وتصر إسرائيل على انسحاب "حزب الله" إلى ما وراء نهر الليطاني، إذ تقترح تل أبيب انتشار الجيش اللبناني وقوات يونيفيل بالمنطقة ما بين الحدود وجنوب النهر.

أخبار ذات علاقة

"عواقب مدمرة".. "اليونيفيل" تعلّق على قصف جنوبي لبنان

 

وتقول إسرائيل إن الغاية من ذلك هي إبعاد الحزب عن حدودها، ومنعه من تهديد المستوطنات الشمالية أو استهدافها، وجعل المنطقة منزوعة السلاح كما نص القرار الدولي 1701، وجعل السلطة فيها فقط للجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، في المقابل حزب الله يطالب بانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وبمنطقة آمنة في الجليل شمال إسرائيل تحققها قوات اليونيفيل أسوة بالمنطقة الآمنة التي تطالب بها إسرائيل، عندها يصبح الانتشار العسكري للطرفين بعيدًا عن الحدود، وهذا ما لا توافق عليه إسرائيل".

موقف "حزب الله"

يرى مراقبون أنه بالنظر إلى سكان جنوب الليطاني الذين يشكل الشيعة 75 بالمئة منهم، يمكن استخلاص جزء من سبب تمسك حزب الله بالبقاء في المنطقة، ورفض الانسحاب إلى ما وراء الليطاني.

وبالإشارة إلى أن الحزب يملك أسلحة بعيدة المدى، فقد يعني ذلك أن الإصرار على "معضلة" الليطاني ليس مصيريًّا فعلًا بقدر ما هو حجّة لإسرائيل لسحب ورقة الحزب من الأراضي المواجهة لها أولًا، في مرحلة أولية لتوجيهه أكثر إلى الداخل اللبناني، وفق مراقبين.

ولا يمتلك الحزب أي وجود عسكري مرئي في المنطقة الحدودية اللبنانية، ولكنه بنى مخابئ وأنفاقًا يتحرك عناصره فيها، بعضها عابر للحدود، وقد أعلنت إسرائيل في نهاية 2018، تدمير أنفاق اتهمت الحزب بحفرها عبر الحدود.

واليوم، تشتعل منطقة الليطاني وما قبلها وما بعدها، إذ بدأت إسرائيل تصعيدها الأعنف منذ صباح الاثنين، لتهدر دماء نحو 500 لبناني في يوم واحد على مذبح الليطاني، وينذر استمرار الهجمات الإسرائيلية بمضاعفة أعداد الضحايا، في مقابل إطلاق "حزب الله" لعشرات الصواريخ من دون أن يكون لها تأثير واضح سوى في تأجيج وحشية القصف على منطقة الليطاني وما بعدها.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC