الجاك لـ"إرم نيوز": فشل المفاوضات سيشعل "حرباً شاملة" في السودان
كشف المتحدث باسم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية في السودان "تقدم" الدكتور بكري الجاك، اليوم الثلاثاء، عن "وجود مساع تُبذل لحث الجهود للضغط على طرفيْ الحرب، للقبول بمبدأ الحل السلمي التفاوضي".
تأتي تلك الجهود، بحسب الجاك، "وسط مخاوف من تحول الحرب إلى مواجهة أهلية شاملة في دارفور"، على حد قوله.
وفي الوقت الذي تفاقمت فيه الأزمة السودانية عسكريًّا وإنسانيًّا، مع استمرار الاشتباكات المسلحة في دارفور وغيرها، تسعى "تقدم" لتحكيم صوت المفاوضات بعيدًا عن ميدان القتال.
ويؤكد الجاك، في حديث مع "إرم نيوز"، أن "استمرار استخدام سلاح الطيران ضد المدنيين ظل السبب في إدانات محلية وإقليمية ودولية طوال تاريخ هذه الحرب".
وتالياً نص الحوار مع بكري الجاك:
- تعثر المفاوضات بين الأطراف السودانية المتنازعة مردّه إلى ماذا؟ وما العوائق الكبرى التي تحول دون تحقيق أي تقدم؟
السبب الجوهري لتعثر المفاوضات هو رفض القوات المسلحة السودانية الدخول في تفاوض من غير شروط، واستغلال الدعوة إلى التفاوض، للحصول على شرعية لحكومة الأمر الواقع وتطبيعها كحكومة للسودان بدلاً من تقديم مصلحة السودانيين في وقف الحرب.
- كيف أثر عدم مشاركة الجيش السوداني في مباحثات جنيف في الأزمة السودانية؟
عدم وصول المباحثات إلى اتفاق بوقف إطلاق النار ووقف شامل للعدائيات، ينذر بتوسع دائرة الحرب وتزايد أعداد النازحين واللاجئين، وربما ستتوسع وتؤثر في دول الإقليم.
- ميدانيًّا، ما الذي يعقّد مهمة المفاوضات السياسية؟
الواقع الميداني الآن يشير إلى استمرار المواجهة في الفاشر وسنار وبعض المناطق في الخرطوم، وما يزال الواقع الميداني عاملًا مؤثرًا في خيارات أطراف الحرب.
ولكن المؤكد أن الواقع الميداني ليس العامل الأوحد، وليس الأكثر تأثيرًا في طبيعة الحرب التي لا تجعل هناك فرصًا للسيطرة الكاملة لأي طرف وفرض أجندة سياسية.
- ما الذي يريده الجيش السوداني من دارفور؟ وإلى متى ستظل ساحة للقتال؟
استمرار استخدام سلاح الطيران ضد المدنيين ظل سبب إدانات محلية وإقليمية ودولية طوال تاريخ هذه الحرب.
الجيش يستخدم سلاح الطيران عسكريًّا من أجل ترجيح كفته في السيطرة والتأثير، ويبدو أن هناك هجمات ضد بعض المناطق في دارفور بدافع عرقي، وهذا ما يمكن أن ينقل الحرب إلى مواجهة أهلية شاملة.
- كيف تعلق على مساعي البرهان لتطوير العلاقة مع روسيا؟
خيار بناء علاقات مع روسيا فقط بحجة الحصول على السلاح والدعم يرهن القرار السياسي لحسابات ضيقة وخاطئة، وسيكون لذلك تبعات سيئة، مثل جعل مصير البلاد رهْنًا للصراعات الإقليمية والدولية.
- أين وصلت جهود "تقدم" في تهدئة الجبهات المشتعلة؟
ستظل "تقدم" تعمل في 3 جبهات: أولًا رفض الحرب مبدأ، والعمل مع القوى المدنية لهزيمة شرعية الحرب وهزيمة سردياتها وتنظيم تيار مدني عريض رافض للحرب.
ثانيًا: مواصلة العمل الدبلوماسي بين دول الجوار، وفي الإقليم والعالم، بحشد الجهد للضغط على طرفي الحرب للقبول بمبدأ الحل السلمي التفاوضي.
ثالثًا: سنجتهد في تجديد تواصلنا مع القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، للجلوس للتفاوض بشكل مباشر ودون شروط لإيقاف الحرب والتوافق على ترتيبات تنهي الحرب بمخاطبة جذورها.
