هل فضحت تفجيرات لبنان "الهرم السري" داخل "حزب الله"؟

تسببت تفجيرات مباغتة غير مسبوقة، شهدها لبنان، أخيرًا، طالت آلاف الأجهزة اللاسلكية، التي كانت بحوزة قيادات وكوادر "حزب الله"، بأزمة لم يتخيلها عناصر الميليشيا حتى في كوابيسهم، وفقًا لمراقبين للوضع اللبناني، وخبراء في شؤون التنظيمات المسلحة.

ووسط فوضى التصريحات، وكل ما يقال عن تأثيرات وتداعيات وخسائر وتطورات، يبرز "ضوء أحمر" ينذر بأزمة "بعيدة المدى" وهي في ذات الوقت "ذات بعدين" رئيسين، هما: "الهيكلية التنظيمية" و"حياة الأفراد".

ويؤكد المراقبون والخبراء أن "حزب الله" وغيره من التنظيمات، تعتمد على "السرّية" في الهيكلة التنظيمية بمختلف مستوياتها وطبقاتها التي تستند إلى "المدرج الهرمي".

ويبدو أن تفجيرات لبنان، استهدفت مختلف طبقات ذلك الهرم التنظيمي في "حزب الله"، وتسببت، بكل تأكيد، بكشف هويات وأسماء وطبيعة عمل أشخاص لم تكن عائلاتهم ولا حتى اللبنانيون، عمومًا، يعرفون عنهم شيئًا، بحسب المراقبين.

وتوقع المراقبون أن تفرض التفجيرات على الميليشيا رفع طاقة التجنيد، وزيادة قوة الجانب الاستخباراتي والأمني من أجل "سد الثغرات" التي أحدثتها التفجيرات، وأدت إلى كشف هوية وطبيعة عمل الكثير من كوادر التنظيم.

 ولعل أبرز ما يمكن أن يكشفه الحدث "الأكثر كارثية ومأساوية" في تاريخ التنظيم، بحسب وصف الكثير من خبراء التنظيمات، تعاظم "الثغرات الأمنية" لدرجة بات معها قلب التنظيم كقرص الشمس في كبد السماء.

ونوَّه المراقبون إلى أن "الأكثر خطورة من كل ذلك، هو مدى سهولة اصطياد أولئك الأشخاص، أكثر من ذي قبل، بعدما باتوا  مثلثات زرقاء بنظر الجيش الإسرائيلي"، في إشارة إلى المثلث الأحمر الذي تستخدمه حركة "حماس" في مقاطعها في غزة.