فارس اللغة العربية الذي انتزع لها مكاناً في دهاليز الشبكة العنكبوتية، واضعاً حداً للاستحواذ الغربي الكامل عليها.. يترجّل.

محمد الشارخ، رجل الأعمال الكويتي، الذي ارتبط اسمه ببرنامج "صخر" العربي الشهير، توفي عن عمر ناهز 82 عاماً، بعد مسيرة حافلة في مجال نقل اللغة العربية للحواسيب منذ ثمانينات القرن الماضي، وتطويع الحاسب الآلي للتعامل بها.

ضجةٌ واسعة في الأوساط الإعلامية، والنخب الثقافية والعلمية في الكويت والعالم العربي، رافقت خبر رحيل مؤسس شركة "صخر" لبرامج الحاسب عام 1982، التي ضمت برامج ترجمة، وبرامج دينية بينها القرآن الكريم وكتب الحديث، وترجمتها للغة الإنجليزية، ثم برنامج التعرف الضوئي على الحروف العربية.

في إحدى مقابلاته، أعلن الشارخ استحواذ وزارة الثقافة السعودية على "معجم صخر المعاصر"، بعد أن رفض عروضاً كثيرة قبل ذلك، حتى من "أبل" وأسطورتها ستيف جوبز.

وإلى جانب تلك البصمة التي كانت علامة فارقة في مسيرة حياته وإنجازاته، كانت له إسهامات كبيرة في مجال إثراء المحتوى العربي في شبكة الإنترنت، بينها "أرشيف الشارخ" ومشروع "كتاب في جريدة"، عام 1997، بالتعاون مع "اليونيسكو"، الذي ساهم في تمويل "مركز دراسات الوحدة العربية"، و"المنظمة العربية للترجمة"، كما كان أحد مؤسسي "معهد العالم العربي" في باريس.

الشارخ حاصل على البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة عام 1965، ودرجة الماجستير في التنمية الاقتصادية من كلية ويليامز الأمريكية.

عمل نائباً للمدير العام للصندوق الكويتي للتنمية، وعضواً في مجلس إدارة البنك الدولي للإعمار والتنمية في واشنطن، وأسس وترأس مجلس إدارة بنك الكويت الصناعي، كما عمل نائباً لرئيس جمعية الاقتصاديين العرب.