من النادر في اليمن وجود مراكز متخصصة تهتم بالصحة النفسية.. ما دفع الشاب ذ الشهير بـ (محمد الإيطالي)، لإنشاء مركز "أوكسجين للصحة النفسية والعلاج الطبيعي" آخذاً على عاتقه تنوير جهالة الكثيرين تجاه الأمراض النفسية، التي لا تقل حِدّةً وخطورةً عن الجسدية.

مهمة الشاب الأربعيني، كانت أشبه بفتح كوّةٍ في جدارٍ صُلب وعالِ.. يحول بين اليمنيين "الشعب المحافظ ذو الأغلبية القبلية"، وبين الاعتراف بالمرض النفسي وأهمية الخضوع لعلاج متكامل.. ترتكز أبرز خطواته على "الفضفضة" للمختص النفسي عن حياته الشخصية ومعاناته.. والتي ربما يكون قد تعرض لها من أقرب المُحيطين به.

تكمن الصعوبة في نظر محمد بالخلل المجتمعي الذي تفرضه العادات والتقاليد وقلة الوعي، فقد يعترف اليمني بتعرضه للمس والسحر.. لكن يرفض كثيرون الاعتراف بالمرض النفسي لأنه يجلب العار..

ومع تطور التكنولوجيا التي أتاحت فرصة الاطلاع على الثقافات الأخرى.. بات لدى اليمنيين تفهم وإدراك لأهمية العلاج النفسي وأصبح هنالك من يلجأ إليه..

وهو ما يبدو واضحاً لمحمد خلال رحلة 5 سنوات منذ افتتاح مركزه عام 2019.. والذي يتزامن مع اليوم العالمي للصحة النفسية.. ويحييه المركز من خلال عقد مؤتمر معرفي في عدن تحت شعارٍ مختلف كل عام..

شعار المؤتمر الأول "المرض النفسي ليس عيباً أو جريمة أو حرام".. أما الخامس فحمل شعار ""لست وحدك فصحتك النفسية غايتنا"..  ما يثبت قبولاً مجتمعياً أكبر للمرض النفسي..