رويترز: شبكة صينية سرية تسعى لاستقطاب موظفين أمريكيين مفصولين

logo
ثقافة

النص لم يعد يكفي.. من سيادة الكلمة إلى طغيان الصورة والفيديو في الصحافة

النص لم يعد يكفي.. من سيادة الكلمة إلى طغيان الصورة والفيديو في الصحافة
صورة تجمع بين الإعلام التقليدي والرقميالمصدر: منصة إكس
28 نوفمبر 2024، 12:38 ص

تريد أن تواصل عملك في الصحافة؟، عليك إذن مواكبة العصر، فالنص لم يعد السيدَّ هنا، والصورة يمكن أن تنوب عنه، فما بالك بالفيديو والخبرات على السوشال ميديا؟. 

ليس هذا فحسب، إذ عليك أن تتقن المونتاج وبرنامج "بريمير"، وطريقة الحصول على أكبر قدر من الجمهور عبر "الهاشتاغ" و"السيو"!.

مهنة الصحافة صارت اليوم 7 بـ 1؟، فانجاز النص وحده لم يعد يكفي، بالنسبة للكثير من وسائل الإعلام، التي تحاول الاقتصاد في التكاليف عبر توظيف صحفي يتقن كل مراحل إنجاز الخبر، فهل هي حالة صحية؟، أو أنها من مفرزات التطور التكنولوجي، وعلى الإعلاميين التأقلم معها؟.

يقول الإعلامي جمال حمامة، إن الصحفي إن لم يمتلك القدرة على التعامل مع التكنولوجيا، "فلن يحصل على فرصة عمل". 

أخبار ذات علاقة

بزنس إنسايدر: هاريس ونائبها بالكاد يتحدثان إلى الصحافة

 ويضيف: "مهما كان النص جيدًا، فهو يحتاج إلى المعدات التكنولوجية، وإلا فسيكون معزولًا".

ويرى حمامة، أن الإعلامي يتعرض للغبن عندما يطالَب باتقان كل مراحل إعداد الخبر الصحفي.

ويتابع: "القضية مادية هنا، ويجب ألا نحمّل الإعلامي أكثر من مهمة، فدوره الأساس هو إنجاز النص".

لكن الإعلامي جواد ديوب، يتساءل كيف ستكون الحال، إذا توقفت وسائل التواصل الاجتماعي لسبب أو آخر؟، ماذا سيفعل الناس، وكيف سيحصلون على الأخبار؟.

أخبار ذات علاقة

منح جائزة "حرية الصحافة" للصحفيين الفلسطينيين في غزة

 ويُكمل: "للأسف، على الإعلامي أن يمسك سبع بطيخات بيد واحدة، وإلا فسيعامل كجاهل".

ويحمّل ديوب، القيمة الأساسية في المادة الصحفية للنص، ويضيف: "الكلمة تبقى لها قوتها وطاقتها المتجددة، فأي فيديو لم يُبْنَ على نصّ مشغول بعناية، سينساه المتابع في زحمة الفيديوهات الكثيرة".

المنتج الإعلامي المعاصر الذي لا ينفي النص التقليدي، ولا يتجاهل الثورة الرقمية، يعتبر خيارًا مناسبًا بالنسبة لديوب.

ويزيد: "في كل الحالات، على الإعلامي الاعتناء بالقيمة المعرفية والأخلاقية لمنتجه، إذا أراد البقاء في ذاكرة الناس".

الصحفية لبنى شاكر، تتمسك باعتبار النص هو الأساس في المادة الإعلامية، رغم كل التطورات التكنولوجية الحاصلة.

 وتقول: "الصحفي يكتب عدة أنواع من النصوص، أحدها للإعلام الورقي، وآخر للإلكتروني، وغيرهما للتلفزيون والسوشال ميديا، وكل تلك الوسائل الإعلامية لن تستطيع الاستغناء عن النص".

وترى شاكر، أن توفر المختصين في التصوير والمونتاج وتقنيات النشر الإلكتروني، وآليات جذب الجمهور، يحل المشكلة، فالإعلامي يمكن أن يلجأ إليهم لإنجاز هذه المهمات.

الإعلامي علي الراعي، عاد إلى سنوات سابقة، عندما كان يقال إن "الصورة تعادل عشرة آلاف كلمة".

 ويقول: "هذا الكلام لم يكن صحيحًا، فالنصوص دائمًا ما تتفوق على الصور، والدليل أن الروايات العالمية التي حُوّلت لأفلام، كانت أجمل بكثير من الفيلم".

لكن تلك الحقيقة لا تمنع الراعي من الاعتراف بضرورة اتقان التكنولوجيا، من أجل مواكبة العصر.

ويذكّر بالمراحل الأولى للإعلام، إذ كان الصحفي يصور ويُخرج ويساعد في المونتاج.

ويضيف: "يمكن أن يتطور النص ويصبح مختزلًا أكثر، لكن يبقى هو الأساس في المادة الإعلامية".

ويطرح الراعي قضية تتعلق بدور التكنولوجيا في الأنواع الصحفية غير الخبرية، قائلًا: "يمكن أن تلعب التكنولوجيا وتقنيات الصورة، دورًا كبيرًا في الخبر، لكن بالنسبة لزوايا الرأي، والتحقيقات الصحفية، والمقالات النقدية، فلا يمكنها أن تفعل شيئًا".

ويبدو أن التطور التقني، أفرز العديد من القضايا المتشعبة على صعيد وظيفة الصحفي وعمله اليومي، فالإعلاميون القدماء ربما لا يستطيعون إجادة الميديا مثل الشباب.

كما لا يمكن الاستغناء عنهم بسبب خبراتهم المتراكمة، ويرى البعض أن الفرز يمكن أن يحدث لاحقًا بعد نضوج التجربة التكنولوجية بشكل أكبر.

 

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات