إعلام عبري عن مصدر سياسي: إسرائيل ستناقش إنهاء الحرب إذا وافقت حماس على مخطط ويتكوف

logo
منوعات

الكاريكاتير.. "السؤال الصعب" في الصحافة والذكاء الاصطناعي

الكاريكاتير.. "السؤال الصعب" في الصحافة والذكاء الاصطناعي
كاركتير للرسام هاني عباسالمصدر: حسابه على فيسبوك
28 أكتوبر 2024، 6:20 ص

هل مازال بالإمكان مخاطبة المتلقي، بالصورة الثابتة المرسومة بقلم الرصاص أو الفحم؟ السؤال يبدو صعباً على فن الكاريكاتير المولود في القرن السادس عشر، فالأشواط التي قطعتها "صاحبة الجلالة"، تفرض على هذا الفن القيام بتحديث كبير في الأدوات والأساليب.

وحتى وقت قريب، كانت صورة الكاريكاتير، تزين الصفحة الأخيرة من معظم الصحف العربية والعالمية، التي تتنافس لجذب أشهر رسامي الكاريكاتير إليها. لكن مع بداية الإعلام الرقمي، وانتشار منصات السوشيال ميديا، بدأ المشهد يختلف بالنسبة لجميع الفنون المتصلة بالإعلام.

ماذا يمكن للكاريكاتير أن يفعل إزاء هذه التبدلات؟ هل يستطيع الفنانون ابتكار الحلول منفردين، أم أنهم بحاجة لمؤسسات توفر لهم الفضاء المناسب والميزانيات الكافية؟

أخبار ذات علاقة

أين وصل فن الكاريكاتير في الكويت؟

 

يرى الفنان تمام درويش، أن تطوير فن الكاريكاتير وتشجيع الفنانين على ابتكار مناسب للعصر، لا يمكن أن يتم بمعزل عن المؤسسات الإعلامية المقتنعة بأهمية الفكرة.

 ويضيف درويش لـ"إرم نيوز": "يمكن اللجوء إلى الكاريكاتير المتحرك في مواقع الويب، كبديل عن الكاريكاتير الثابت في الصحف الورقية، لكن هذا لا يتوقف على الفنان فقط، بل يحتاج مؤسسات توفر له المستلزمات".

وانتقل درويش، إلى الكاريكاتير المتحرك، معتمداً على برامج التصميم والذكاء الاصطناعي في تنفيذ الفكرة، لكن المشروع لم يجد طريقه إلى وسائل الإعلام الإلكترونية والسوشيال ميديا، التي لم تحسم أمرها باستعادة الكاريكاتير الذي كان يزين مطبوعاتها الورقية، إلكترونياً.

1b808635-7fd4-4de3-804d-e40b3f953d94

ويشبه الفنان مرهف يوسف، التطورات التكنولوجية الحاصلة، بمراحل أخرى حدثت في الماضي، مثل الانتقال من صناعة الألوان يدوياً إلى استخدامها مصنعة جاهزة في القرن التاسع عشر. ويضيف يوسف لـ"إرم نيوز":

"التغيرات المتسارعة في وسائل الإعلام الحديث وظهور المنصات الرقمية، تفرض على فن الكاريكاتير تحديات جديدة تتعلق بشحذ الأدوات وتطويرها لمواكبة هذا التطور، وهذا يطال جميع الفنون".

الفنان هاني عباس، أشار إلى آثار إيجابية عادت على فن الكاريكاتير، نتيجة التطور التكنولوجي، فقد أصبح لكل فنان منبرة الخاص على السوشيال ميديا، وصار أكثر حرية وقدرة على النشر والوصول لعدد كبير من الناس. ويضيف عباس:

"لكن المشكلة مازالت في توفر مكان العمل والمقابل المادي، فبدون صحف ومواقع إعلامية تحتضن الفنان، سيكون من الصعب عليه المتابعة، مهما حصد من اعجابات في منشوراته الشخصية".

 

4eba172e-e4e1-4ff9-87d2-1c98f63d325a

 

 

الذكاء الاصطناعي والكاريكاتير

اقتحام الذكاء الاصطناعي مجالات التصميم والرسم، تسبّب بمشكلة لفن الكاريكاتير، نتيجة تعدد خيارات الصورة المتحركة أمام المؤسسات الإعلامية التي بدأت الانتقال إلى إعلام السوشيال ميديا. لكن الفنان درويش يقول:

"نجح الذكاء الاصطناعي في الاعلانات والتصاميم المختلفة، لكن على صعيد مواكبة الأحداث اليومية، لا يمكن الاستغناء عن الفنان الذي يرسم الفكرة ويعطيها ملامحها الأساسية، ثم يمكنه الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لتحسينها".

ويوافق الفنان هاني عباس، على تمكن الذكاء الاصطناعي من ابتكار رسومات مدهشة بتكاليف زهيدة، لكنه ينفي مقدرته في الاستغناء عن الفنان. ويضيف:

"الذكاء الاصطناعي لا يولد الأفكار التي تميز عمل رسام الكاريكاتير، فالفكرة هي أساس كل شيء و اللفتة الذكية الناقدة او اللاذعة لا تزال بعيدة حتى الآن عن قدرة الذكاء الاصطناعي".

ورغم أن الفنان يوسف، يؤيد فكرة الانتقال للرسم عبر الأجهزة اللوحية أو استخدام المؤثرات الرقمية، إلا أنه يربطها بالحفاظ على الروح الكاريكاتيرية. ويضيف: "الرسم الإلكتروني، يتيح أدوات سريعة لرسامي المواقع الملزمين بمتابعة الحدث، رغم السحر الخاص الذي تمتلكه اللوحة المرسومة باليد".

ويرى يوسف، أن ضرورة مواكبة التطورات حتمية على فن الكاريكاتير، إذا ما أراد الحفاظ على مكانته في وسائل الإعلام، ويضيف:

"من دون مواكبة العصر، سيفقد هذا الفن جاذبيته، في ظل الإبهار البصري والتقني الذي أصبح جزءاً لايتجرأ من حياتنا اليومية".

 التطورات التكنولوجية، ساعدت الناس العاديين على اقتحام فن الكاريكاتير، فنشأت ظاهرة رسومات "الميمز" على السوشيال ميديا، وعمادها النص المرافق للصورة وليس الشكل الفني الذي تقدمه. وكان ذلك دليلاً على مكانة الكاريكاتير عند الناس.

ويرى الفنان يوسف، أن الكاريكاتير بفضل قدرته على التأثير السريع والتعبير الساخر، يستطيع التأقلم وابتكار حلول تجعله جزءاً من الإعلام الحديث. ويضيف: "تبني التكنولوجيا والتفاعل مع الجمهور الرقمي، هو ما سيبقي هذا الفن في مقدمة المشهد الإعلامي".

ويبدو الفنان عباس، متفائلاً بمستقبل فن الكاريكاتير رغم الصعوبات التي تعترضه. ويضيف:

"لا خوف على رسامي الكاريكاتير الحقيقيين والمخضرمين، الذين بدأوا بالطريقة التقليدية مع قلم الرصاص والورق والحبر، ثم واكبوا الرسم الرقمي وبرامج التصميم، إنهم لاشك قادرون على ابتكار الحلول والاستمرار".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات