مؤتمر أكراد سوريا: تشكيل وفد كردي مشترك لتطبيق الرؤية السياسية ومناقشتها مع دمشق
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن قطاع الشحن البحري لم يُسارع بالعودة إلى البحر الأحمر جزئيًا بسبب القلق من أن يتطلب الوضع تغييرًا فجائيًا ومكلفًا في العمليات إذا أصبحت المنطقة محفوفة بالمخاطر مجددًا، فيما عزز الالتفاف حول إفريقيا أرباح شركات الشحن، إلا أنه تسبّب في زيادة التكاليف والوقت.
وبحسب تقرير الصحيفة، في فبراير 2025، عبرت نحو 200 سفينة حاويات عبر مضيق باب المندب، الذي يقع في أقصى جنوب البحر الأحمر ويعد موقعًا مركزيًا للهجمات الحوثية.
ورغم أن هذا الرقم يُمثل زيادة ملحوظة مقارنة بـ 144 سفينة في فبراير 2024، إلا أنه يبقى بعيدًا جدًا عن أكثر من 500 سفينة كانت تعبر المنطقة قبل أن تبدأ الهجمات الحوثية.
وفي ظل هذه التطورات، ابتعدت أكبر شركات شحن الحاويات، التي تمتلك أكبر السفن، عن البحر الأحمر، باستثناء شركة "سي إم إيه" الفرنسية التي قامت بتشغيل بعض سفنها بشكل محدود.
وأشار التقرير إلى أن العودة السريعة لشركات الشحن إلى البحر الأحمر وقناة السويس قد تستغرق شهورًا عديدة، وقد تحتاج إلى أكثر من مجرد غارات جوية ضد الحوثيين، مثل تلك التي شنتها إدارة بايدن السابقة أو تلك التي تقوم بها إدارة ترامب حاليًا.
ومنذ أكثر من عام، اختارت شركات النقل البحري تجنب البحر الأحمر بشكل كبير، واختارت إرسال سفنها عبر طريق إفريقيا، وهي الرحلة التي تصل مسافتها إلى حوالي 3500 ميل بحري، وتستغرق نحو 10 أيام إضافية.
وتؤكد الشركات أن العودة إلى البحر الأحمر لن تتم إلا بعد التوصل إلى اتفاق سلام شامل في الشرق الأوسط يشمل الحوثيين، أو هزيمة نهائية للميليشيا المدعومة من إيران.
في هذا السياق، صرّح متحدث باسم شركة "ميرسك" للشحن البحري، ومقرها كوبنهاغن، قائلًا: "لا تزال الشركة غير مستعدة للعودة إلى البحر الأحمر، مع إعطاء الأولوية لسلامة الطاقم ويقين سلسلة التوريد وقابليتها للتنبؤ، سنواصل الإبحار حول إفريقيا حتى يُعتبر المرور الآمن عبر المنطقة أكثر ديمومة".
كما أعلنت شركة "إم إس سي"، وهي شركة شحن بحري كبيرة أخرى، عن استمراريتها في إرسال السفن حول إفريقيا "لضمان سلامة بحارتها وضمان اتساق الخدمة وقابليتها للتنبؤ لعملائها".
وفيما يتعلق بالوقت الذي قد يستغرقه القضاء على الحوثيين من خلال أمريكا بشكل حاسم، أو ما إذا كان هذا الهدف قابلًا للتحقيق، قال الفريق أليكسوس غرينكويش، مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة، إن الهجمات الأخيرة كانت تهدف إلى "مجموعة أهداف أوسع بكثير" مقارنة بتلك التي وقعت خلال إدارة بايدن.
ومن جانبهم، يرى خبراء في شؤون الشرق الأوسط أن الحوثيين قد أظهروا قدرة على مقاومة قوات أكبر بكثير والعمل بشكل مستقل عن رعاتهم الإيرانيين.
في هذا السياق، قال جاك كينيدي، رئيس قسم مخاطر الدول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى "ستاندرد آند بورز جلوبال ماركت إنتليجنس": "من غير المرجح أن يكون الحل العسكري وحده، وخاصةً الحل الذي يركز على الغارات الجوية كافيًا لهزيمة الحوثيين بشكل دائم ووقف هجماتهم بشكل نهائي".
وأشار التقرير إلى أن الحوثيين قد قللوا من هجماتهم على الشحن التجاري بعد أن وافقت إسرائيل وحماس على وقف إطلاق النار في يناير 2025، حيث لم تُشن أي هجمات على السفن التجارية منذ ديسمبر 2024، وفقًا لبيانات من مشروع بيانات مواقع وأحداث الصراعات المسلحة، وهي منظمة دولية تراقب الأزمات.