محللون: مشروع دير لاين المالي سيعمق انقسامات أوروبا

عدّ محللون فرنسيون، أن مشروع  رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين الفيدرالي الجديد بشأن اتحاد أسواق رأس المال الأوروبي، سيعمق الانقسامات في البرلمان الأوروبي.

تشوهات إيديولوجية

وقال الباحث في مركز العلوم السياسية سيلفان كان، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتز، ودير لاين، يدعون إلى استكمال اتحاد أسواق رأس المال على المستوى الأوروبي، إذ ترى رئيسة المفوضية أن هذا هو المفتاح للقدرة التنافسية للاتحاد في التحول البيئي".

ورأى لـ"إرم نيوز"، أنه "كان هناك خلافات كبيرة حول إعادة انتخاب دير لاين، لكنها تمكنت من إنهاء مهمة الانقسامات حولها بنجاح، وعمقت بالفعل الانقسامات داخل البرلمان الأوروبي"، وذلك من خلال مشروعها.

وأشار سيلفان كان إلى أنه "بفضل التحالفات غير المنطقية في البرلمان الأوروبي، التي يعدّها البعض تشوهات إيديولوجية، أعيد انتخاب فون دير لاين رئيسًا للمفوضية".

الصفقة الخضراء

بدوره قال مستشار مركز الدراسات الاستشرافية والمعلومات الدولية ميشيل أجليتا: "إنه لإقناع النواب الأوروبيين المختلفين مع سياستها جميعًا، وعدت دير لاين بمواصلة تنفيذ الصفقة الخضراء بينما أقسمت أنها لن تضحي "بالقدرة التنافسية" للصناعة الأوروبية".

 

وأضاف لـ"إرم نيوز" أن دير لاين "وعدت بتبسيط القواعد التنظيمية، والعمل على خفض أسعار الطاقة، ولكن أيضًا بالمضي قدمًا نحو اتحاد أسواق رأس المال".

وأوضح أجليتا أنه أخيرًا دافع أغلب الزعماء الأوروبيين الرئيسيين عن المشروع، الذي ظل خاملاً لمدة 10 سنوات، باعتباره المفتاح إلى قدرة الاتحاد الأوروبي التنافسية في التحول البيئي، وهو أمر مستحيل تنفيذه في ظل الاقتصاد الأوروبي الحالي المتعثر.

النفوذ الفرنسي

من ناحيتها قالت المديرة العامة لمؤسسة "روبرت شومان"، باسكال جوانين، "إنه بعد فقدان فرنسا نفوذها في البرلمان بخسارة عدد كبير من نواب معسكر ماكرون، سيتعين على ماكرون استعادة نفوذه لتنفيذ خطته وطموحاته، التي يتشارك فيها مع دير لاين وهي إعادة تولي الفرنسي تييري بريتون، الذي كان المفوض الأوروبي للسوق الداخلية خلال الولاية السابقة".

وأضافت لـ"إرم نيوز" أن "فرنسا ستطلب منصب مفوض مرموقًا لبريتون، الذي لعب دورًا مهمًا جدًا في بروكسل لمدة 5 سنوات"، موضحة أنه تميز في توفير اللقاحات ضد (كوفيد-19)، وفي تنظيم التكنولوجيا الرقمية في السوق الأوروبية في مواجهة الشركات الأمريكية والصينية العملاقة، وفي إعادة إطلاق صناعة الدفاع الأوروبية لدعم أوكرانيا ضد الروس. 

 

وبينت جوانين أن الحقيبة التي سيعهد بها إلى المفوض الفرنسي حاسمة في نفوذ فرنسا داخل الاتحاد، وهو نفوذ انخفض إلى النصف منذ الانتخابات الأوروبية الأخيرة.

ويسعى قصر الإليزيه إلى إعادة تعيين تييري بريتون في السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي.

وفي عام 2021، استحوذ الاتحاد الأوروبي على 4.3 تريليون يورو من إجمالي التجارة العالمية، وبلغت قيمة التجارة داخل الاتحاد الأوروبي 6.786 مليار يورو في عام 2021، بفضل سياسة الفرنسي بريتون، وفقًا للمحللة الفرنسية.