ويتكوف: إيران راعية لجيوش من الوكلاء في المنطقة
قال خبير اقتصادي، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى إلى إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي، واصفاً خطواته الأخيرة الخاصة بالرسوم الجمركية بأنها "حرب اقتصادية"، مؤكداً أن جميع الدول ستتأثر بقرارات ترامب.
وتُلقي قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الصين وكندا والمكسيك، بظلالها على الاقتصاد العالمي، وسط مخاوف من تبعات محتملة للقرارات على نسب التضخم والنمو الاقتصادي الدولي.
ووسط مشهد مجهول ومعقد، تبرز تساؤلات حول الرابح والخاسر من رسوم ترامب الجمركية، وآثارها على الاقتصاد العالمي.
حول آثار قرارات ترامب، أجرى "إرم نيوز" حواراً مع الخبير والمحلل الاقتصادي الدكتور عامر الشوبكي، تالياً نصه:
يمكن وصف خطوات ترامب بأنها محاولة لإعادة تشكيل الاقتصاد العالمي ومحاولة لتعافي الاقتصاد الأمريكي.
مثلاً هناك خلل في الميزان التجاري مع الاتحاد الأوروبي بواقع 380 مليار دولار، وبالتالي نفهم من قرارات ترامب أنه يذهب لمرحلة جديدة وخطة اقتصادية غير مختبرة وغير معروفة النتائج، وسيكون لها تداعيات كبيرة دون شك.
وهو يذهب إلى مرحلة الحرب الاقتصادية بفرض رسوم بدلاً من اعتماد العقوبات الاقتصادية، وذلك من أجل موازنة الميزان التجاري الأمريكي، وهي خطوة لا شك ستلقي بظلالها على شكل التحالفات الاقتصادية المعهودة وربما نشهد معها تطورات على صعد أخرى.
وقد شاهدنا أول ردات الفعل بنشر الجيش المكسيكي قوات عسكرية على الحدود مع الولايات المتحدة.
بداية ما نشهده هو حرب اقتصادية، ونحن نتحدث عن تأثيرات ستصيب الجميع بدرجات متفاوتة، وما يقوم به ترامب أشبه بلعبة "عض الأصابع ومن يصرخ أولاً"، وذلك عبر فرض الرسوم لإرضاخ الصين وكندا والمسكيك لمطالبه.
وتتنوع أهداف ترامب ما بين إيجاد توازن في الميزان التجاري، وما بين وقف الهجرات غير الشرعية من المكسيك وكندا، ووقف تعاونهما مع الصين في مسألة تهريب المخدرات والأفيون إلى بلاده.
يتحدث ترامب عن خلل تجاري مع الاتحاد الأوروبي، وكذلك عن أرقام مرتفعة مع الصين وكندا والمكسيك، لذلك يبرر قرارته للداخل الأمريكي.
وباعتقادي، سيكون تأثير ذلك كبيرا على الاقتصاد العالمي، فالصين مثلاً سوف تتأثر أسواقها وتنخفض عملتها وأسهمها كذلك.
لكن، من جهة أخرى، ربما نرى تأثيرات إيجابية في بعض البلدان، وسنرى أن بعض البضائع التي كانت ستذهب للولايات المتحدة سوف تتوفر في أسواق الشرق الأوسط وتحديداً الخليج العربي.
ومن الراجح أن يشهد سوق النفط نشاطاً بحيث نشهد كميات استيراد أمريكية نفطية من الخليج بعد أن فرض ترامب رسوماً على النفط المستورد من كندا والمسكيك.
يجب أن ندرك أن حجم حركة الاستيراد والتصدير بين الدول الثلاث، الصين والمكسيك وكندا، مع الولايات المتحدة الأمريكية يقترب من حاجز خمسة ترليونات، وهو رقم كبير في حجم الاقتصاد العالمي.
والمتوقع أن يكون هناك انخفاض في نسب النمو الاقتصادي العالمي المتوقع بـ 3 بالمئة لعام 2025. ولكن، مع قرارت ترامب، وإذا لم يتم إيجاد حلول مشتركة، فإن المتوقع انخفاض نسبة النمو الاقتصادي الدولي إلى (2.7) بالمئة.
أعتقد أن الجميع سيتأثر، لكن بالدرجة الأولى فإن الصين لديها قدرة أكبر على الصمود، وتحمل النسبة التي فرضها ترامب، تليها المكسيك، أما كندا فستكون أكثر المتأثرين ولن يكون لديها قدرة على الصمود بشكل حقيقي لأن معظم تجارتها مع الولايات المتحدة.
وأعتقد أن مسألة الصمود لن تطول بالنسبة لكندا والمكسيك، وربما تخضع هاتان الدولتان للرغبات الأمريكية وتبدآن بالتفاوض لتفادي تداعيات قرارات ترامب.