وير العدل السوري مظهر الويس: العدالة الانتقالية هاجس الجميع وسنعمل على استقلالية القضاء
يعد مسجد "قول شريف" أحد أبرز مساجد أوروبا، سواء من حيث المساحة التي تصل إجمالا إلى 19 ألف متر مربع، أو نظرا للإبداع المذهل الذي جعل منه وجهة مميزة في السياحة الدينية وعنوانا قويا للتعايش بين الأديان والثقافات.
يقع المسجد في مدينة قازان، عاصمة جمهورية تتارستان التي تتبع الاتحاد الروسي الفيدرالي، ويتسع، بساحتيه الخارجية والداخلية، لنحو 15 ألفا من المصلين، في حين تتوّجه قبة بديعة بارتفاع 39 مترا، محاطة بأربعة مآذن شاهقة يبلغ ارتفاع الواحدة منها 55 مترا، فضلا عن أربع أخرى قصار.
يعود تاريخ بناء المسجد إلى القرن السادس عشر، وهو يحمل اسم العالم المسلم "قول شريف" الذي كان مفكرا وشاعرا كذلك، وتحول إلى أسطورة في بسالته ودفاعه المستميت عن المدينة في مواجهة الغزاة الروس، فقد سقط في المعركة بطعنة غادرة جاءته من الخلف، بحسب المصادر التاريخية.
تعرض المسجد للهدم والدمار على يد قوات القيصر الروسي الشهير "إيفان الرهيب" عام 1552، وظل مكانه شاغرا عدة قرون حتى أعيد بناؤه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1995 حتى اكتملت ملامحه على غرار التصميم القديم عام 2006.
تعد زخارف المسجد الداخلية ونقوشه وقطع السجاد فيه آية من آيات روائع الفن، كما تم تصميم نوافذه الملونة على هيئة أزهار الزنبق، ويحتوي على ثريا عملاقة صُنعت خصيصا في التشيك ويبلغ قطرها 5 أمتار وتزن نحو طنين.
ويظل أهم ما يميز المسجد احتواؤه على أكبر مصحف في العالم بطول مترين وعرض يصل إلى متر ونصف المتر، كما يزن نحو 800 ألف كيلوغرام.
يعكس المسجد حالة التسامح الديني التي تتصف بها تتارستان عموما من خلال متحف تاريخي يضم العديد من المخطوطات النادرة والوثائق الثمينة التي تتعلق بتاريخ الديانتين اليهودية والمسيحية، إلى جانب الإسلام.