عاجل

واللا: على قادة الجيش التكيف في حال تعيين ساعر وزيرا للدفاع وإلا ستحدث استقالات بين كبار القادة

logo
منوعات

عودة قوية لفيروس كورونا في الأردن.. أسلوب حكومي جديد للمواجهة والاقتصاد الهاجس الأكبر

عودة قوية لفيروس كورونا في الأردن.. أسلوب حكومي جديد للمواجهة والاقتصاد الهاجس الأكبر
25 أغسطس 2020، 6:51 م

سجل الأردن، يوم الثلاثاء، أكبر حصيلة إصابات بفيروس كورونا، خلال 24 ساعة، منذ دخول الجائحة إلى البلاد منتصف آذار/ مارس الماضي، في عودة قوية للفيروس بعد أن كانت المملكة قد احتوت المرض وسجلت إصابات صفرية على مدى أيام طويلة.

وأعلن وزير الصحة الأردني سعد جابر، الثلاثاء، تسجيل 77 إصابة جديدة بفيروس كورونا، 63 منها محلية، فيما كانت الإصابات الـ14 المتبقية لأشخاص قادمين من خارج البلاد.

وتطلق الحكومة لفظ الإصابات المحلية على الحالات التي تسجل داخل حدود المملكة، وليس الحالات لمواطنين عائدين من السفر.

ولجأت الحكومة الأردنية إلى سياسة جديدة لمواجهة عودة فيروس كورونا المستجد، تتمثل في عزل العمارات السكنية والمناطق التي تشهد تزايدا في أعداد الإصابات، عوضا عن الإغلاق الشامل الذي انتهجته عندما بدأ تفشي الوباء في المملكة.

وكان رئيس الوزراء عمر الرزاز قد أعلن الأحد الماضي، أن الأردن بدأ يواجه الموجة الثانية من فيروس كورونا، فيما قررت الحكومة حتى الآن عزل لواء الرمثا على الحدود الأردنية السورية لمدة أسبوع انتهى الثلاثاء، وعزلت كذلك مدينة سحاب جنوبي العاصمة عمان، بالتزامن مع عزل مئات العمارات السكنية التي يقطنها أشخاص أصيبوا بالمرض.





انتقادات

وأكد الناطق الإعلامي باسم لجنة الأوبئة في الأردن الدكتور نذیر عبیدات أن عزل العمارات والمنازل التي یقطن بھا مصاب بفيروس كورونا والمخالطین له "يكفي في المرحلة الحالیة".

وقال عبیدات في تصریحات تلفزیونیة سابقة إن "سبب اختلاف العزل خلال الفترة الحالیة بالمقارنة مع الفترة الماضیة، یعود لتحسن خبرات فرق التقصي الوبائي، وقدرة المستشفیات حالیاً على استیعاب الإصابات، إضافة للضرر الاقتصادي الكبیر للحظر، ما جعل من المنطق حالیاً عزل المناطق التي یتم تسجیل إصابات بھا فقط".

لكن سياسة العزل الجديدة تواجه انتقادات، إذ قال أستاذ علم الفيروسات والوزير السابق عزمي محافظة إن الحكومة "لا تستند لمرجع علمي في مصفوفتها للتعامل مع جائحة كورونا".

وأضاف خلال حديثه لإذاعة "حياة" المحلية، يوم الثلاثاء، أن "عزل العمارات إجراء أكثر من المطلوب، ولا مبرر لعزل الألوية والمدن بشكل كامل".

وتابع أن "سياسة إغلاق وعزل المدن باتت قديمة، ولا داعي لها اليوم، بسبب كلفتها الاقتصادية الباهظة".

وأوضح أنه "تم فك العزل عن مدينة الرمثا رغم أنها لم تكمل مدة الحضانة لفيروس كورونا".

مخاوف اقتصادية

وتثير عودة كورونا في موجة أقوى من الموجة الأولى، التي عطلت الحياة العامة لأشهر وتسببت بأضرار كبيرة على الصعد الاجتماعية والاقتصادية، مخاوف المواطنين من الإغلاقات والحظر وتقييد الحركة.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد تعالت أصوات تجارية وصناعية، ترفض الإغلاق الشامل أو إغلاق المنشآت المكتشف داخلها إصابات بالفيروس مدة 14 يوما.

وهنا يرى الخبير الاقتصادي حسام عايش، بشأن هذه السياسة وانعكاسها على الأوضاع الاقتصادية في المملكة، أن "الحكومة شأنها شأن الدولة الأخرى التي تحاول تجريب أكثر من سياسة بهدف إيجاد الطريقة المثلى لتتمكن من مواجهة الوباء دون التأثير على النشاط الاقتصادي".

وأضاف عايش، في تصريح لـ"إرم نيوز": "لا أحد في العالم وصل إلى معادلة سحرية للتعامل مع الوباء، كون ذلك أمرا صعبا"، مشيرا إلى أنه "حتى سياسات العزل هذه لها تأثيرات اقتصادية".

ويعتقد عايش أن "عدم لجوء الحكومة إلى الإغلاق الشامل هدفه عدم تحمل أعباء الحماية الاجتماعية من جهة، وعدم الدخول في مشكلات مع العمال والموظفين في القطاع غير المنظم الذي سبب في بداية الجائحة أزمة كبيرة"، مبينا أن "الحكومة اختارت سياسة أقل حدة مع التشديد في الجوانب الصحية، وإبقاء الحياة إلى حد معقول وفق وتيرتها الحالية".

عودة المدارس

وتتزامن مؤشرات ارتفاع الإصابات بكورونا في المملكة بشكل كبير، مع عودة المدارس في الأول من أيلول/ سبتمبر المقبل، والجامعات في نهاية الشهر ذاته، قبل استحقاق الانتخابات النيابية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

وعمدت الحكومة إلى اعتماد خطة شاملة لعودة التعليم داخل المدارس والجامعات بما يحافظ على صحة وسلامة الطلبة، ووفق معايير صحية صارمة وبروتوكولات جديدة.

وقال وزير التربية والتعليم الأردني، تيسير النعيمي، إن "قرار العودة وازن بين مطلبين أساسيين هما التعليم والصحة"، مبينا أن "غياب الطلبة الطويل عن المدارس له كلفته التربوية والاجتماعية والنفسية".





ويصر أهالٍ على ضرورة تلقي أبنائهم التعليم داخل المدارس، عوضا عن "التعليم عن بعد" الذي فرض خلال فترة الإغلاق.

وقال عدد منهم لـ"إرم نيوز" إن "التعليم عن بعد مرهق اقتصاديا ونفسيا، ولا يستطيع ذوو الطلبة الذين يعملون متابعة أبنائهم كما يحصل داخل المدرسة وإنه ليس بجودة التعليم التقليدي".

لكن أهالي آخرين، وخبراء صحة، يعربون عن تخوفهم من تأزم الوضع الوبائي في المملكة مع عودة الطلبة للمدارس.

وسجل الأردن في أقل من شهر منذ بداية آب/أغسطس، 3 وفيات وأكثر من 500 إصابة بالفيروس، رفعت إجمالي الوفيات إلى 14، والإصابات إلى 1716.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC