مكتب نتنياهو: من الآن فصاعدًا ستعمل إسرائيل ضد حماس بقوة عسكرية متزايدة

logo
منوعات

ما الذي تخفيه الغيرة؟ ومتى تصبح مَرضية؟

ما الذي تخفيه الغيرة؟ ومتى تصبح مَرضية؟
27 مايو 2022، 8:18 ص

ما الذي يختبئ وراء الغيرة؟ ومن أين تأتي؟ ومتى تصبح مَرضية؟

تجيب عن هذه الأسئلة اختصاصية علم النفس السريري جوانا روزينبلوم، وفق موقع Top Santé.

والغيرة شعور يُساء الحكم عليه، لكنها شائعة جدًا، وهي مزدوجة وقريبة من الحسد..

والغيرة شعور عدائي يشعر به المرء عندما يرى الآخر يستمتع بميزة لا يتمتع بها هو، أو يرغب في الحصول عليها بمفرده، كما أن الغيرة شعور مؤلم ينشأ من مطالب حب قلق، ومن الرغبة في التملك الحصري للمحبوب، والخوف من خيانته.

كذلك، فإن الغيرة شعور نعرفه جميعًا تقريبًا، ونادرًا ما نفخر به..

إنها بلا شك واحدة من أكثر المشاعر التي نخفيها، إلا في الحب، حيث يُنظر إلى الغيرة أحيانًا على أنها دليل على الارتباط بالآخر.

ما الغيرة؟ ومن أين تأتي؟

تقول جوانا روزينبلوم إن الغيرة شعور بالحسد تجاه شخص يملك ما لا نملكه، أو ما نتمنى الحصول عليه، وغالبًا ما يكون هذا الشعور مصحوبًا بالتأثر أو بسلوكيات غير سارة مثل المرارة أو العداء أو الرفض، على سبيل المثال.

لماذا نشعر بالغيرة؟

يأتي هذا الشعور غالباً من الطفولة المبكرة، ويمكن أن تظهر الغيرة مثلاً عند ولادة أخ أو أخت، ثم تتجذر في أنماط التفكير، ويمكن أن يحدث هذا مع ولادة طفل..

وقد يقول الأخ الأكبر أو الأخت الكبرى لنفسه: "الطفل الذي أتى كأنه يسرق مني مكانًا ثمينًا، ويأخذ مني حب والديّ، فهو يحرمني ما لدي، ولديه امتيازات لا أملكها" أو أكثر.

ماذا تقول عن الغيور؟

نشعر بالغيرة عندما نخاف، عندما نفتقر إلى الثقة بالنفس أو عندما نشعر بالتهديد، وإذا كنتُ أعتقد أن قيمتي مشروطة بوضعي أو مهاراتي أو ما أملكه، فكل شيء يأتي ليشكك في هذه القيمة سأراه هجومًا، وخطرا على هويتي نفسها.

ويشعر الشخص الغيور بأنه مهدد بألا يحظى بالاعتبار، وبأن يختفي في عيون الآخرين..

وعندما تفتقر إلى احترام الذات، فأنت موجود أحيانًا من خلال "التملك"، وعندما يضيع منك ما تملكه، أو أدار الآخر ظهره لك غير مكترث بك..

عندئذ ينفجر الشعور بالغيرة لأن عليك أن تضع في اعتبارك أن الغيرة هي أولًا وقبل كل شيء علامة على معاناة شخصية وتدني احترام الذات.

مم نغار؟

نغار من الشخص الذي لا نملك أن نتجسده، والذي لن نتمثله أبدًا، نغار مِن الذي نود أن نكونه شكلاً أو قالبًا، مِن الذي نعتقد أنه يهددنا.. هناك دائمًا فكرة عن الآخر الذي يملك ما لا أملكه، من الذي هو ما لست أنا.

هل الشخص الغيور يغار من الجميع، أم أنه يغار فقط من نفس النوع من الأشخاص؟

تجيب الأخصائية جوانا روزينبلوم بأن الغيرة لا تظهر بالضرورة في جميع دوائر الحياة، إنها شعور تجده أكثر في المجال الخاص، خاصة في علاقة الحب أو الحياة الأسرية.

ولفتت إلى أنه إذا كانت الغيرة سائدة في كل مكان، وطوال الوقت، ولم نعد قادرين على إدراكها وانتقاد أفكارنا، وإذا بدأت هذه الغيرة في توليد أفكار مظلمة، أو الرغبة في الانتقام أو السلوك البغيض، فمن المهم أن نتساءل عن الجانب المَرَضي للغيرة.

ففي الحالات القصوى، قد يؤدي جنون العظمة إلى التصرف وتهديد السلامة النفسية للشخص الغيور، لذلك من الضروري الحذر والانتباه إلى بعض السلوكيات المرتبطة بالغيرة، مثل المطاردة أو المضايقة الأخلاقية على سبيل المثال

الغيرة ليست دليلًا على الحب

في الحب، غالبًا ما يُنظر إلى الغيرة على أنها طبيعية، بل يتم تقديمها أحيانًا على أنها شرط لا غنى عنه للحب الحقيقي.. "الحب دون غيرة هو حب ضعيف للغاية"، هذا الاقتباس المجهول يلخص فكرة أن لدينا أحيانًا الغيرة في العلاقة.

فهل يمكن أن تكون للغيرة جوانب جيدة في علاقة رومانسية؟

وتوضح الأخصائية روزينبلوم أن الغيرة ليست شهادة حب على الإطلاق، ومن الخطأ الاعتقاد بذلك..

والغيرة تولد المعاناة لأولئك الذين يعانون منها، وهي رمز للقلق العميق عند الشخص الذي يشعر بها بشكل مفرط.

هل غياب الغيرة التام أمر طبيعي؟

تقول روزينبلوم إن الغيرة ليست التزامًا ولا محركًا، والتوازن الجيد بين احترام الذات وتقدير الذات والثقة بالنفس يمكن أن يساعد بالتأكيد في تجنب مشاعر الغيرة.

وعن إمكانية التحكم في الغيرة، أضافت الأخصائية أن التحكم ممكن بالتأكيد، والمفتاح هو أن تصبح خبيرًا بنفسك، وتعمل على علاج اضطرابك وأن تملك القدرة على نقد سلوكك، ففهم سبب الغيرة في النفس يمكن أن يكشف لك عن قضايا أعمق قد يكون من المهم جدًا العمل عليها.

كيف نتخلص من الغيرة؟

وللتخلص من الغيرة بطريقة فعالة من الضروري محاولة فهم أصل هذه المشاعر، ومحاولة تحديد متى تنفجر الغيرة والأفكار المضطربة، وتوقع المواقف التي تُضعفنا.

بعد ذلك، عندما يستولي عليك الانفعال المرتبط بالغيرة يمكنك العمل عليه، وعليك ألا تتمسك بأفكار استحواذية معينة من خلال القيام بعمل معرفي يسمح بإعمال الفِكْرِ والمنطق العقلي.

أخيرًا قد يكون طلب المساعدة من طبيب نفساني أمرًا مفيدًا للغاية لاستحضار أفكارك ومشاعرك دون إصدار أي حكم، وفهم قصة غيرتك، والتصالح مع ماضيك أو العمل على احترامك لذاتك.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC