ترامب: صرفت أموالا بشكل جنوني على الحرب في أوكرانيا

logo
منوعات

"بوطبيلة" المسحّراتي.. مهنة تتحدى الزمن في تونس

"بوطبيلة" المسحّراتي.. مهنة تتحدى الزمن في تونس
بوطبيلة المسحراتي في تونس
07 مارس 2025، 3:01 م

في ولاية (محافظة) سوسة شرق تونس، يرتدي إبراهيم (42 عامًا) زيًا تقليديًا يُعرف محليًا بـ"الجبة" وغيرها ويأخذ بيديه طبلة يطوف بها شوارع المدينة للإعلان عن حلول موعد السحور في تونس للسكان.

وتُعد مهنة "بوطبيلة" في تونس مهنة ضاربة في القدم، ولكنها بدأت بالتلاشي في العديد من المدن المحلية بسبب التطور التقني المتسارع في البلاد، وهو ما يجعلها في تحدٍ مع الزمن.

وبوطبيلة، شأنه شأن العديد من العادات والتقاليد التي توارثها التونسيون في شهر رمضان عبر التاريخ، ولكنها تواجه الآن متاعب حقيقية للحفاظ على بقائها واستمراريتها، يكافح للبقاء.

أخبار ذات علاقة

المسحراتي في سوريا.. عودة بلا خوف ولا حواجز (فيديو إرم)

جزء من الهوية

وقال إبراهيم لـ"إرم نيوز": "اخترت بوطبيلة ليس لأنها مهنة؛ إذ لا تدر علي سوى القليل من الأموال التي يجمعها الأهالي بمناسبة حلول عيد الفطر، لكن لأنها تمثل جزءًا من هويتنا".

وأضاف: "في وقت باكر من الصباح أتخلى عن نومي، لأطوف شوارع المدينة إيذانًا للأهالي عن دخول موعد السحور، وأقوم بمناداتهم من خلال عبارات واضحة وسلسلة مثل قوموا تسحروا (انهضوا للسحور) أو غيرها".

وتقتصر مهمة "المسحراتي" في تونس على تذكير السكان بضرورة النهوض لتناول وجبة السحور، وذلك خلال 30 يومًا من شهر رمضان، وذلك في عادة توارثها التونسيون عبر الزمن.

أخبار ذات علاقة

المسحراتي.. صوت رمضان الذي يجمع الأجيال

ظاهرة تواجه الاندثار  

وتكتسي مهنة بوطبيلة أهمية خاصة في تونس بالنظر إلى قدرة ممتهنيها على التواصل مع السكان بعبارات محلية واضحة، ولكن هذه العادة يرى كثيرون أنها باتت تتلاشى على الرغم من أن إطلالة المسحراتي تضفي على رمضان رونقًا خاصًا في تونس.  

وعلق أستاذ التاريخ المعاصر بالجامعة التونسية، محمد ذويب، على الأمر بالقول، إن "أول بوطبيلة أو مسحراتي في الإسلام هو "بلال بن رباح"، وانتشرت الظاهرة في كل الدول العربية ووصلت إلى تونس مع الأغالبة، ثم انتشر في أغلب مناطق البلاد التونسية".

أخبار ذات علاقة

حضرموت.. "المسحراتي" عادة تتحدى الزمن

وأضاف ذويب في تصريح خاص لـ"إرم نيوز" أنه "في السنوات الأخيرة بدأت هذه الظاهرة بالاندثار بسبب تعود التونسيين بالسهر وإقلاعهم عن السحور مع أذان الفجر وانتشار الساعات الإلكترونية والهواتف الجوالة، ما جعل هذه الظاهرة تسير نحو الأفول والزوال".

وشدد المتحدث على أن "بوطبيلة هو نوع من التطوع أكثر من كونه مهنة، إذ لا يتقاضى راتبًا شهريًا واضحًا أو غير ذلك، ولكن يقدم له التونسيون آخر شهر رمضان بعض الهبات".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC