إذاعة الجيش الإسرائيلي: البحرية الإسرائيلية ضربت أهدافا على شواطئ غزة
تتسبب التغيرات الجسدية والشكلية التي تحدث لكبار السن في تحديات نفسية وصحية تؤثر بشكل كبير في جودة حياتهم، ومع تقدم العمر، يتعرض الإنسان لمجموعة من التغيرات الطبيعية، تشمل تراجع الكتلة العضلية، وظهور التجاعيد، وتغيرات في بنية الجسم والحواس، ما يؤثر في القدرة على أداء الأنشطة اليومية.
وقد كشفت العديد من الدراسات أن هذه التغيرات لا تؤدي فقط إلى ضعف جسدي، بل تترك أثرًا عميقًا على الصحة النفسية والشعور بالرضا عن الذات.
وتشير الدراسات إلى أن هذه التغيرات الجسدية يمكن أن تكون بداية لسلسلة من التأثيرات النفسية، إذ يتأثر كبار السن بفقدان القوة الجسدية، ويفقدون أحيانًا القدرة على أداء أنشطة كانوا يعدُّنها يسيرة وسهلة.
الباحثان مارتن وسميث أكدا في دراسة نشرت في مجلة Journal of Aging Research أن التغيرات في المظهر والقدرات الحركية تؤدي إلى انخفاض في الرضا عن الحياة، وإلى مشاعر القلق والتوتر، ما يؤثر في ثقتهم بأنفسهم.
وهنا يبرز دور الدعم النفسي من المحيطين بهم، في توفير الإشباع العاطفي، خاصةً من العائلة، بما يشمل الأبناء والأحفاد، وأصدقاء رحلتهم الطويلة، الذين يشاطرونهم مشاعرهم، الأمر الذي يقودهم إلى تقبل الشيخوخة كأي مرحلة من مراحل العمر، بحسب الخبراء.
ويؤكد الباحثان فيشر وبيكر في دراسة أخرى نشرت في مجلة Gerontology & Geriatric Medicine أن اعتماد المسنّين على الآخرين للقيام بالأنشطة اليومية نتيجة التغيرات الجسدية والشكلية، مثل ضعف العضلات وتدهور الحركة، يؤدي إلى مشاعر العجز والإحراج.
هذا الاعتماد المستمر على الآخرين قد يؤثر في شعورهم بالاستقلالية، وقد يؤدي إلى تدهور تقديرهم لذاتهم.
ويعاني العديد من كبار السن آلامًا مزمنة نتيجة مشاكل في العظام أو المفاصل، وهو ما يؤكده الباحثان ويلسون وهاريسون في دراسة نشرتها مجلة Pain Medicine، إذ أوضحا أن الألم المزمن يُعدُّ أحد العوامل الرئيسة التي تدفع كبار السن إلى الشعور بالاكتئاب وفقدان الطاقة.
وتبين أن عدم القدرة على التحكم في الألم ينعكس سلبًا على النوم، ما يزيد حدة المشاكل النفسية المصاحبة.
أحد أهم التغيرات الشكلية المؤثرة هي ضعف الحواس، لا سيما السمع والبصر، إذ أظهرت دراسة قام بها جينسن وكولمان في مجلة Psychology and Aging أن ضعف هذه الحواس يعوق كبار السن عن التواصل بفاعلية مع من حولهم، ويؤدي إلى شعور بالعزلة والوحدة.
هذه العوامل تساهم في شعور كبار السن بأنهم غير قادرين على الاندماج مع المجتمع، ما يفاقم لديهم مشاعر الإحباط والعزلة.
ويؤكد الخبراء أن التغيرات الجسدية والشكلية تبقى جزءًا طبيعيًّا من مراحل الحياة، إلا أن تأثيرها النفسي في كبار السن قد يتفاقم في ظل غياب الدعم النفسي والاجتماعي، وتَوفر الرعاية الصحية والدعم الاجتماعي المناسب يمكن أن يسهم في تخفيف الأثر النفسي لهذه التغيرات، ويعزز من شعور كبار السن بالراحة والاستقرار.