مروحية إسرائيلية تطلق النار بشكل مكثف على المنازل وسط مدينة رفح

logo
منوعات

مشروب العرقسوس.. نكهة رمضانية تنبض بأصالة سوريا وعبق التاريخ

مشروب العرقسوس.. نكهة رمضانية تنبض بأصالة سوريا وعبق التاريخ
بيع شراب العرقسوس المصدر: متداولة
29 مارس 2025، 2:04 م

 تتزين شوارع وأحياء سوريا في شهر رمضان المبارك بأجواء روحانية جميلة، إذ تعم المساجد بالأصوات الندية لتلاوة القرآن، وتنبض الأسواق الشعبية بالحياة، وتتفنن ربات البيوت في تحضير أشهى الأطباق الرمضانية.

ووسط هذه الأجواء الفريدة، يبرز مشروب العرقسوس كأحد أشهر المشروبات الرمضانية التقليدية التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بموائد الإفطار السورية.

84edb268-8d49-4da5-810b-a610e8a20317

وعلى مشارف وقت الإفطار، تتردد أصوات الباعة في الأسواق والأزقة، وهم ينادون بصوت عالٍ: "عرقسوس بارد!"، بينما يحملون أوعية زجاجية كبيرة تحتوي على السائل البني الداكن، الذي يُعد رمزاً للموروث الشعبي السوري خلال الشهر الفضيل.

أخبار ذات علاقة

"القبوط".. أكلة كويتية تراثية تزين الموائد الرمضانية

 وبالنسبة للكثير من السوريين، لا يكتمل إفطار رمضان دون كوب بارد من العرقسوس الذي يروي عطش الصائمين بعد ساعات طويلة من الصيام. هذا المشروب الشعبي، بنكهته المميزة وطابعه التقليدي، يُجسد عبق التاريخ وروح الأصالة السورية.

من برديات الفراعنة إلى موائد السوريين الرمضانية

لم يكن مشروب العرقسوس وليد اللحظة، بل تعود جذوره إلى الحضارات القديمة التي عرفت قيمته الغذائية والصحية منذ آلاف السنين، وتشير الوثائق التاريخية إلى أن المصريين القدماء كانوا أول من استخدم جذور العرقسوس لأغراض علاجية وطبية، إذ عُثر على وصفات لتحضير العرقسوس في برديات طبية تعود إلى أكثر من 3000 عام.

ومع مرور الزمن، انتشر المشروب في بلاد الشام، حيث ازدهرت زراعته في سوريا، بفضل طبيعة الأراضي الخصبة والمناخ المناسب الذي أسهم في نمو نبات العرقسوس.

08de9bd0-4ff7-4f23-b9ab-89b1edbf4226

وفي سوريا، أصبح العرقسوس جزءاً أصيلاً من العادات والتقاليد الرمضانية، إذ يتقن أهل دمشق وحلب خصوصًا تحضير المشروب بطريقة تقليدية متوارثة عبر الأجيال، وتقوم طريقة التحضير على نقع جذور العرقسوس لفترة زمنية محددة، ثم تصفيته للحصول على المشروب البارد ذي المذاق الحلو الطبيعي، دون الحاجة إلى إضافة السكر، هذه الطريقة التقليدية تمنح العرقسوس السوري مذاقه الفريد الذي يجعله محبوباً لدى الجميع.

مشروب رمضاني صحي

إلى جانب طابعه التراثي وقيمته الرمضانية، يتمتع مشروب العرقسوس بفوائد صحية عديدة تجعله خياراً مثالياً على مائدة الإفطار، فهو يحتوي على مضادات أكسدة طبيعية تساعد على تنقية الجسم، كما يُعرف بقدرته على ترطيب الجسم بعد ساعات الصيام الطويلة، لا سيما خلال فصول الصيف الحارة.

بالإضافة إلى ذلك، يحتوي العرقسوس على معادن وعناصر غذائية مفيدة تعزز مناعة الجسم وتحافظ على توازن السوائل فيه.

وما يميز العرقسوس في سوريا هو ارتباطه الوثيق بالأجواء الرمضانية العائلية التي تجمع الأهل والأصدقاء حول مائدة الإفطار، ففي البيوت السورية، يقدم العرقسوس إلى جانب التمر والمقبلات الخفيفة، ليكون بداية منعشة لوجبة الإفطار، أما في الأسواق الشعبية، فيضفي العرقسوس طابعاً احتفالياً على المشهد الرمضاني، إذ يتجمّع الناس لشراء حاجياتهم بينما يحتسون كوباً بارداً من هذا المشروب التقليدي.

أخبار ذات علاقة

الملوخية والمسخن..نكهات فلسطينية تراثية تزين موائد رمضان

مشروب يربط بين الماضي والحاضر

تُعد شهرة العرقسوس في سوريا انعكاساً لتاريخ طويل يمتد لآلاف السنين، فقد بات هذا المشروب يحمل في طياته عبق الماضي وروح الأصالة التي تميز الثقافة السورية.

 وفي كل عام، يجدد السوريون علاقتهم بهذا المشروب التراثي خلال شهر رمضان، ليظل شاهدًا على روح التلاحم الاجتماعي والتقاليد العريقة التي تربط بين الأجيال.

42d2b3d8-cfe0-4a6e-a689-053bb87f69e1

هكذا، لا يمثل العرقسوس مجرد مشروب رمضاني عادي، بل هو رمز ثقافي يُعيد إحياء ذكريات الماضي، ويجمع بين عبق التاريخ وحلاوة الطعم، ليبقى حاضرًا في ذاكرة السوريين، مرتبطًا بروحانية رمضان وجمال أجوائه.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC