عاجل

مصدر: نسبة الإقبال على التصويت في انتخابات الرئاسة بالجزائر بلغت 48 بالمئة

logo
منوعات

التوت الشامي.. "الدواء الساحر" يعاني وفرة الإنتاج والتسويق الضعيف

التوت الشامي.. "الدواء الساحر" يعاني وفرة الإنتاج والتسويق الضعيف
التوت الشاميالمصدر: متداولة
26 يوليو 2024، 2:34 م

ارتفع إنتاج سوريا من التوت الشامي خلال السنوات الماضية، ووصل في مدينة القنيطرة لوحدها إلى 381 طنًّا، تبعاً لأرقام مديرية الزراعة. لكن تلك الوفرة في الإنتاج تعاني من صعوبات كثيرة في التسويق.

ويسمى التوت الشامي، بالتوت الأسود، ويستخدم كثيراً في الطب الشعبي، خاصة في علاج القروح، وقلاع الفم، ومشاكل المفاصل والعظام. كما يحوله الفلاحون إلى شراب صيفي بارد بعد عصره ومعالجته بطرق معينة.

bdfd4855-d90b-4c20-925e-dff9e3d7f92b

وتقول الدكتورة أليسار عجوب، لـ"إرم نيوز": "التوت الشامي مليء بمضادات الأكسدة، ويعتبر الغذاء المفضل للقلب، كما أنه غني بالحديد والكالسيوم، ويعتبر مفيداً جدًّا للجهاز البولي".

ويعاني مزارعو التوت الشامي، من صعوبات تسويقه، ويضطرون لبيعه للتجار بأسعار مخفضة، نتيجة ندرة معامل العصائر وارتفاع تكاليف النقل، وصعوبة التصدير للخارج بسبب العقوبات الاقتصادية على سوريا.

وتؤكد صفحة الإعلام الزراعي التابعة لوزارة الزراعة، أن التوت الشامي يحظى باهتمام خاص؛ لأنه الأكثر ملاءمة لتربية ديدان الحرير، التي تحاول سوريا دعمها من أجل ازدهار صناعة الحرير.

أخبار ذات علاقة

الزعفران السوري.. قاتل السحر وذهب التجارة العالمية

 وارتفعت نسبة زراعة التوت الشامي في مدن طرطوس واللاذقية وحماه وحمص، إلى جانب القنيطرة وجبل الشيخ الأكثر إنتاجاً للتوت، لكن ارتفاع أسعار السكر، تسبب بتراجع إنتاج المربيات والعصائر المعتمدة على التوت الشامي، فصار معظم الإنتاج يُستهلك مباشرة خلال الموسم.

واستناداً إلى أرقام وزارة الزراعة، فإن سوريا تنتج أكثر من 2500 طن من التوت الشامي سنويًّا، ويتوقع أن تزداد الكمية نتيجة التوسع بزراعته، لكن غياب المشاريع الاستثمارية يجعل هذا الإنتاج غير فعّال في إنعاش الاقتصاد.

5aca5023-d5f4-4900-b87c-69c6ac98874d

وتحرص معظم العائلات السورية، على تموين عصير التوت الشامي في المنزل، وتستخدمه في علاج أمراض الفم. وتؤكد الدكتورة عجوب بأن هناك أنواعاً من أمراض الفم تفشل في معالجتها الأدوية والعقاقير، لكن التوت الشامي يعالجها بشكل سريع وجذري.

ويقول المزارع عارف منذر، من ريف القنيطرة الشهيرة بزراعة التوت الشامي، لـ"إرم نيوز": "جميع الموسوعات الطبية تتحدث عن فوائد التوت الشامي في علاج الأمراض، لكن هذه الثمرة الساحرة لا تلقى الاهتمام ولا يتم الاستفادة منها في صناعة الأدوية والمربيات والعصائر بسبب قلة معامل المعالجة".

وتلجأ بعض العائلات إلى تجفيف التوت الشامي مع أنواع من الفواكه الأخرى، والاحتفاظ به للاستهلاك في الشتاء؛ إذ يستخدم كغذاء ودواء، كما يقدم للضيوف كنوع من الأطعمة الفاخرة.

19fc900e-e7c4-4572-90ef-3417b6c33ee5

ويؤكد الصيدلاني علي عزوز، إمكانية تحويل مواد التوت الشامي الغنية إلى عقاقير وأدوية، ويقول، لـ"إرم نيوز": "الموضوع يحتاج ميزانيات ودراسات علمية ومعامل مختصة بهذه الصناعة التحويلية".

ويضرب عزوز، مثلاً تم تطبيقه من قبل الدكتورة جميلة حسيان في كلية الصيدلة بدمشق، حيث تم اختراع مستحضر من أقماع الباذنجان لمعالجة الإمراض الجلدية. ويضيف، لـ"إرم نيوز": "تم اختراع مستحضر يساعد على علاج مرض اللاشمانيا الصعب، مصنوع من أقماع الباذنجان، وهذا يصح على التوت الشامي وإمكانية تحويله لمستحضرات دوائية".

وتخص الموسوعات الطبية العالمية، التوت الشامي بعناية كبيرة، وتنصح به لمعالجة الأمراض الخطيرة التي تصيب العين مثل الوذمة البقعية. ويذكر موقع webteb أن التوت الشامي يحوي مركبات تحمي خلايا العين من التلف.

حتى الآن، تبدو الطقوس الشعبية المتوارثة، هي الموجهة لكيفية الاستفادة من النباتات السورية النادرة، بينما تؤكد التجارب إمكانية تحويلها لمشاريع مربحة، سواء عبر صناعة الأدوية، أو استخدامها كمواد غذائية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC