وكالة تسنيم عن مصادر: الحفاظ على سرية المفاوضات مع واشنطن سلوك ضروري لضمان الأمن القومي
انتهت قصة عازفة الكمان التركية الشابة، لاتشين أكيول (18 عامًا)، بطريقة مؤثرة، إذ ماتت بسبب سائق متهور وضع حدًا لمسيرتها مع الموسيقى وعالم الشهرة الذي بدأت بدخوله.
وعلى الرغم من بقاء أعضاء من جسد أكيول حيةً لدى ثلاثة أشخاص آخرين بعد التبرع بها، فإن العازفة الصغيرة التي خطفت الأنظار على مستوى أوروبا قبل سنوات، فارقت عالم الموسيقى إلى الأبد.
وكانت أكيول تقيم في سويسرا لدراسة الموسيقى هناك، بعد تخرجها من المدرسة الثانوية للموسيقى التابعة لجامعة مرسين التركية، لكنها عادت الشهر الماضي إلى تركيا بعد أن تعرضت لكسر في قدمها خلال التزلج على الثلج.
وبعد أيام قليلة من عودتها لمدينتها مرسين، صدمتها سيارة خلال عبورها للطريق من ممر مخصص للمشاة، لتسقط أرضًا وتتطاير عكازتها التي تستند عليها في المشي بسبب كسر قدمها.
وبعد نحو أسبوعين من العلاج، أعلن الأطباء وفاتها دماغيًا، لتقرر عائلتها التبرع بأعضائها يوم 6 شباط/فبراير الجاري.
وقد حصل مريض في مدينتها مرسين على إحدى كليتيها، ومريض آخر في مدينة قيصري على الكلية الأخرى، فيما حصل مريض ثالث في مدينة ملاطيا، على كبدها.
كانت أكيول ابنة لعائلة فنية، فوالداها "محمود" و "أوفول"، فنانان في دار الأوبرا والباليه في مدينة مرسين.
وبعد أن لفتت أكيول الأنظار بعزفها المميز للكمان منذ سن صغيرة، انتقلت لتعزيز مهاراتها عبر الدراسة في المدرسة الثانوية للموسيقى والفنون المسرحية التابعة لجامعة مرسين، قبل الانتقال إلى المرحلة الأكاديمية في سويسرا.
وخلال تلك السنوات، عزفت الشابة الصغيرة في العديد من حفلات الأوركسترا السيمفونية الرئاسية ومعهد الموسيقى الحكومي بجامعة مرسين ودار الأوبرا والباليه في مرسين.
كما توجت بالمركز الثالث في مسابقة "آرثر غروميو" الدولية لعازفي الكمان الشباب في العام 2015، وحصدت المركز الثاني في المسابقة ذاتها في العام التالي، لتحصل على آلة كمان هدية مقدمة من رئيس تركيا، رجب طيب إردوغان.
وبعد أن شهد تشييعها لحظات مؤثرة، بمشاركة مسؤولين حكوميين وفنانين وموسيقيين، كشف والديها عزمهم تنظيم فعاليات فنية باسم ابنتهم كل عام.
ومنذ يوم الحادث، أوقفت الشرطة السائق الذي دهسها، حيث يواجه تهمة التسبب بالوفاة عن طريق الإهمال المتعمد، لذلك سيحاكم وهو موقوف بناءً على طلب النيابة العامة.
وحددت محكمة تركية في مدينة مرسين، يوم 17 مارس/آذار المقبل، موعدًا لأول جلسة استماع في القضية التي تحظى بمتابعة كبيرة في المجتمع التركي الذي أحزنه وفاة عازفة الكمان بتلك الطريقة وعلى ممر المشاة.
ويواجه السائق عقوبة السجن التي قد تصل إلى تسع سنوات وفق ما نقلت وسائل الإعلام التركية عن محامين متخصصين بهذا النوع من القضايا.