إعلام حوثي: الطيران الأمريكي يستهدف بغارتين شمال محافظة عمران
جاء تكريم الفنانة نعيمة المشرقي المغربية مساء أمس الثلاثاء ضمن فعاليات مهرجان "مراكش الدولي للفيلم" بمثابة "لمسة وفاء" لاقت رواجاً واسعاً على الساحة الفنية بالبلاد، نظرا لما قدمته نعيمة المشرقي من رحلة حافلة بالعطاء على مدار 7 عقود حتى رحيلها في أكتوبر من هذا العام عن عمر ناهز 81 عاما.
وتعد نعيمة المشرقي من أبرز رواد المسرح والسينما والتلفزيون، حيث جاءت بدايتها في خمسينيات القرن الماضي على خشبة "مسرح الهواة"، في وقت كانت فيه مشاركة النساء في الفن تعد أمرا نادرا.
وبدأت علاقتها مع كاميرا السينما عام 1962 مع المخرج الإسباني فرناندو فرنان غوميز في فيلم "انتقام دون ميندو" وهو كوميديا اجتماعية ذات طابع مسرحي، ثم توالت أعمالها السينمائية لتكشف عن موهبة استثنائية مثل "الدار البيضاء.. عش جواسيس" والذي ينتمي لدراما الإثارة و التشويق.
وظهرت على شاشة التلفزيون أول مرة عام 1964 بأول دور نسائي في سلسلة "رام دام" الفرنسية، ثم تجاوز عدد مشاركاتها 100 عمل تلفزيوني حتى لقبت بـ"سيدة التلفزيون".
ومن أشهر مسلسلاتها "أولاد الحلال"، "عز الخيل مرابطها"، "أولاد الناس"، "الغالية"، و"دار الضمانة"، بينما قدمت في المسرح عددا من أبرز العروض مثل "السيدة كوديفا"، "المغرب واحد"، "مولاي إسماعيل" ،"سلطان الطلبة"، "مدينة النحاس".
ولدت نعيمة المشرقي في مدينة الدار البيضاء سنة 1943، ونشأت في أسرة محافظة على التقاليد والعادات، وهو ما أثر على اختياراتها الفنية، إذ جاءت أعمالها متسقة مع رؤيتها للفن بوصفه رسالة تربوية قبل كل شيء.
وكانت لها تجربة مميزة في البرامج التلفزيونية، إذ قدمت بين سنتي 2000 و 2004 البرنامج التعليمي والتثقيفي "ألف لام" على القناة الأولى، وأدت فيه دور "لالة فقيهتي"، وحقق البرنامج الذي كان يهتم بمحاربة الأمية وعرض قصص وحكايات شعبية مشاهدات لافتة لأنه جمع بين المتعة والإفادة.
كما كانت لها تجربة مماثلة في القناة الثانية من خلال البرنامج التلفزيوني الاجتماعي "أمي الحبيبة"، والذي بدأ بثه سنة 2015 واستمر عدة مواسم ، وسجلت حلقاته نسب مشاهدة عالية، وكانت تحكي فيه بصوتها المميز قصص أمهات في ظروف قاسية.
وكان آخر ظهور فني لها العام 2019 في الفيلم التلفزيوني "التكريم"، وهو دراما اجتماعية كوميدية من إخراج حميد زيان، ولعبت نعيمة بطولتها مع الفنان محمد خيي، ثم مسلسل "الزعيمة" للمخرج علاء أكعبون، بطولة مريم الزعيمي ومحسن مالزي ويونس ميكري وآخرين.
وتوجت عبر مسيرتها الفنية بالعديد من الجوائز، من بينها جائزة "أحسن أداء صوتي" في مسلسل "أمينة" بمهرجان الإذاعات العربية في القاهرة سنة 1998، وجائزة "أفضل ممثلة"بمهرجان السينما العربية في مالمو سنة 2021 عن دورها بفيلم "خريف التفاح" للمخرج محمد مفتكر.
ووشحها الملك محمد السادس بوسام "المكافأة الوطنية" من درجة ضابط في الذكرى الـ13 لعيد العرش سنة 2012.