وزير الصحة البريطاني: هجمات إسرائيل على غزة غير مبررة ولا تطاق
تصور أن أبسط محادثة عابرة، في مقهى أو تحية سريعة في الشارع، مع شخص غريب قد تكون مفتاحًا لسعادة غامرة، رغم أن الكثيرين يشعرون بالتردد عند التفاعل مع الغرباء، فإن الدراسات تظهر أن تلك اللحظات العابرة قد تحمل تأثيرًا إيجابيًًّا كبيرًا على المزاج.
وتكشف نتائج دراسة أجريت مؤخرًا، في توسيع الأبحاث العالمية حول دور التواصل الاجتماعي في تحسين مزاج الأفراد.
وتقول إسراء أسجيجل، المؤلفة الرئيسة للدراسة من كلية العلوم الاجتماعية في جامعة سابانجي: "وجدنا أن التفاعلات العفوية مع الأشخاص الذين لا تربطنا بهم علاقة عاطفية تؤثر إيجابيًّا على الشعور بالرضا".
وتشير أسجيجل إلى أمثلة، مثل شكر السائق عند النزول من الحافلة أو تحية الوجوه المألوفة.
ورغم هذه الفوائد، تظهر الدراسات أن العديد من البالغين يشعرون بعدم الراحة عند التحدث مع الغرباء، معتقدين أن ذلك قد يكون محرجًا أو غير مفيد أو حتى غير آمن.
تقول الدكتورة جيليان ساندرسترم، أستاذة علم النفس في جامعة ساسكس في المملكة المتحدة، إن التحدث إلى الغرباء يساعد على تحسين المزاج ويعزز شعور الناس بالاتصال بمحيطهم.
وتضيف: "التفاعل مع الغرباء يعزز شعورنا بأننا متصلون بالآخرين، وهو حاجة أساسية للبشر، هذا التأثير لا يقتصر على مشاعرنا فقط، بل يمتد أيضًا إلى صحتنا الجسدية".
ومنذ أكثر من 10 سنوات، بدأت الدكتورة ساندرسترم في التواصل مع مئات الغرباء رغم أنها تعتبر نفسها شخصًا خجولًا ومنطويًا، وتعتقد أن هذه التجارب غيرت رؤيتها للآخرين وزادت من ثقتها بهم.
وتقول: "غالبًا ما تكون التجربة ممتعة، وأحيانًا لا يحدث شيء مميز، لكنني تعلمت الكثير، سمعت قصصًا ممتعة، وتلقيت نصائح، هذا يجعلني أشعر بأنني جزء من المجتمع".
ويؤكد الباحث إيتارو إيشيغورو من جامعة ريكايو في اليابان، الذي أجرى دراسة في هذا المجال، أن "التفاعلات الاجتماعية البسيطة تعزز شعور الانتماء، وهو ما يؤثر بشكل إيجابي على رفاهية الأفراد".
وفقًا للدكتورة ساندرسترم، كثير من الناس لا يدركون فوائد الدردشة القصيرة، إذ يعتقدون أنها غير مفيدة، لكن الحاجز الأكبر هو الخوف، حيث يظهر أن "أكبر قلق لدى الناس هو المحادثات المحرجة أكثر من الرفض".
ويضيف إيشيغورو: "الكثيرون يخشون أن تكون التفاعلات غير مقبولة ثقافيًا، وهذا قد يختلف حتى ضمن نفس البلد".
ارتبطت فكرة "الخطر من الغرباء" في الطفولة بالحاجة للحذر، في العديد من البلدان الناطقة بالإنجليزية، أُطلقت حملات تحذر الأطفال من التفاعل مع الغرباء.
وتؤكد ساندرسترم أنه في الواقع، يمكن أن يكون الغرباء مصدرًا للمساعدة أيضًا، وفي المملكة المتحدة، يتعلم الأطفال كيفية التعرف على "الغرباء الآمنين"، مثل الآباء مع أطفال آخرين أو الأشخاص الذين يرتدون زيًا موحدًا.
وتعتقد ساندرسترم أن هناك طرقًا آمنة للتفاعل مع الغرباء بالنسبة للبالغين في الأماكن العامة.
ابحث عن شيء مشترك: مثل الحديث عن الطقس أو الزهور التي تتفتح في الحديقة.
كن فضولياً: اسأل الأشخاص عن أعمالهم أو وجهاتهم.
مدح الآخرين: مدح الأشياء التي اختارها الشخص يمكن أن يجعلهم يشعرون بالراحة.
سؤال عن التوصيات: يمكن أن يسعد الأشخاص بتقديم النصائح إذا طلبتها بلطف.
مساعدة الآخرين: إذا رأيت شخصًا في موقف صعب، يمكنك عرض المساعدة.
وتختتم ساندرسترم بقولها: "في الأماكن العامة، لماذا لا نتمتع بلحظات من الاتصال البشري بدلاً من البقاء وحدنا؟".