سلسلة غارات أمريكية على أهداف حوثية في عدة محافظات يمنية
في أيامهم الأولى بعد الولادة غالبًا ما ينتقل الأطفال بسهولة من حضن شخص إلى آخر، طالما تُلبى احتياجاتهم الأساسية للراحة والدفء، ولكن مع تقدمهم في العمر، يبدأ بعضهم في تطوير ما يطلق عليه "قلق الغرباء"، وهي مرحلة نمو طبيعية يشعرون خلالها بالضيق تجاه الأشخاص غير المألوفين.
وبحسب الأخصائيين في موقع "هيلث لاين" تبدأ هذه المرحلة عادةً بين 6 إلى 8 أشهر من العمر، وتصل إلى ذروتها بين 12 و15 شهرًا، ثم تبدأ في التراجع تدريجيًّا مع استمرار تطور الطفل.
متى يظهر "قلق الغرباء"؟
ويظهر "قلق الغرباء" عندما يبدأ الأطفال في فهم علاقاتهم مع الوالدين، ويدركون أن هذه الروابط تختلف عن تلك التي تربطهم بالغرباء، ونتيجة لذلك يسعون إلى الألفة ويظهرون الضيق عند مواجهة المجهول.
ويختلف هذا عن قلق الانفصال، الذي يحدث عندما يشعر الطفل بالقلق عند الابتعاد عن والديه، حتى وإن كان الشخص الذي يوجد معه مألوفًا.
كيف يعبر طفلك عن خوفه من الغرباء؟
وتختلف تعبيرات قلق الغرباء من طفل إلى آخر، فعلى حين يتفاعل بعض الأطفال بالتجمد في مكانهم، مظهرين الخوف حتى يغادر الشخص غير المألوف، قد يبكي الآخرون أو يتشبثون بقوة بأحد والديهما أو يخفون وجوههم.
أما الأطفال الأكبر سنًّا فقد يبدون عن عدم ارتياحهم لمن أمامهم من خلال البقاء بالقرب من والديهما أو بالإعراب عن رغبتهم في عدم التفاعل مع الأشخاص.
كيف تدير قلق طفلك من الغرباء؟
التعرف على الفروق الفردية.
كل طفل يتكيف مع الأشخاص الجدد بسرعته الخاصة، حاول أن تفهم أن التردد هو رد فعل طبيعي، وكن أكثر صبرًا ودعمًا.
المقدمات التدريجية
قدم الأشخاص الجدد ببطء، على سبيل المثال، إذا كان هناك جليسة جديدة، يمكن السماح لها بقضاء بعض الوقت مع الأسرة قبل أن تُترك وحدها مع الطفل، ويمكن أن يساعد الانخراط في اللعب والتفاعل على جعل الطفل يشعر بمزيد من الراحة.
فترة الإحماء
حتى مع الأشخاص المألوفين، مثل الأجداد أو أصدقاء العائلة، يمكن أن يساعد الاقتراب التدريجي على تخفيف القلق، فأعطِ طفلك بعض الوقت للتكيف والشعور بالأمان قبل التفاعل من كثب.
دعم التعبير عن المشاعر
من المهم عدم تجاهل ضيق الطفل أو الضغط عليه للتفاعل قبل أن يكون مستعدًَا، وقد يؤدي الضغط على الطفل للتوجه إلى شخص غريب أو احتضانه قبل أن يشعر بالراحة إلى زيادة القلق وجعل اللقاءات المستقبلية مع الغرباء أكثر صعوبة.
في النهاية، يقول الخبراء إنه من خلال فهم "قلق الغرباء" وإدارته يمكن للوالدين مساعدة أطفالهما في تجاوز هذه المرحلة التنموية الطبيعية، وتعزيز التفاعلات الإيجابية مع الآخرين.