logo
منوعات

رزان نعيم المغربي لـ"إرم نيوز": الرقابة فكرة في عقل المبدعة العربية

رزان نعيم المغربي لـ"إرم نيوز": الرقابة فكرة في عقل المبدعة العربية
الكتابة الليبية رزان نعيم المغربيالمصدر: متداولة
05 أغسطس 2024، 6:58 ص

تعد الكاتبة الليبية رزان نعيم المغربي من أحدث المنضمين إلى قافلة الطيور المهاجرة من المبدعين العرب الذين حطوا رحالهم في أوروبا، وتحديدا في هولندا.

وليس غريبا أن تتناول العلاقة بين الشرق والغرب وفق منظور غير تقليدي في روايتها الصادرة مؤخرا بعنوان "الرسام الإنجليزي" والتي تتضمن مفارقات إنسانية ومفاجآت صادمة على هامش سنوات الاحتلال الإيطالي لليبيا وما صاحبه من حرب عالمية لاحقا. 

تتنوع أعمالها بين القصة القصيرة والرواية، ومن أبرز أعمالها "نساء للريح" و"الهجرة على مدار الحمل" و"الجياد تلتهم البحر" و"نصوص ضائعة التوقيع". 

رغم أن روايتك الأخيرة "الرسام الإنجليزي" تهتم بشكل أساسي بالاحتلال الإيطالي لليبيا، إلا أن العنوان جاء ليحمل إشارة إلى الإنجليز، ما السبب وراء تلك المفارقة؟

لم تكن إشارة للإنجليز، بقدر ما كانت إشارة إلى الجدارية التي رسمها جندي بريطاني وهي مبرر السرد ومفتاحه، لتمرير ما حدث في الحرب العالمية الثانية على أرض ليبية وتبعات الحرب على الليبيين. ومن ثم لا بد من الكتابة عما لا يعرفه الآخرون عن قسوة الاحتلال. 

ألم تتخوفي من تقاطع اسم الرواية مع عمل آخر شهير عالميا هو رواية "المريض الإنجليزي" التي تحولت إلى فيلم يحمل الاسم نفسه، وأصبح من كلاسيكيات السينما؟

 في البداية، كتبت الرواية تحت عنوان "مباهج الحياة"، انطلاقا من الجدارية التي رسمها الجندي البريطاني، ثم استشرت صديقاً في العنوان، وكان "الرسام الإنكليزي" بين الخيارات.

وقال الصديق إنه لا يهم التشابه بالعنوان، فهذا يحدث في كثير من الأعمال، بالإضافة إلى أن العنوان النهائي أتى مطابقاً للموضوع، فهناك رسام وإنجليزي وهناك حكاية جدارية وهناك حكايات طبرق والحرب العالمية الثانية. 

ما رؤيتك للصراع بين الشرق والغرب، والتي حاولتِ تجسيدها من خلال الرواية، هل الصدام بين الطرفين محتوم؟ 

لعلك لاحظت أنني لم أنسق وراء الرؤية التقليدية للصراع بين الشرق والغرب انطلاقا من رؤى قديمة بالية، بل كتبت رؤيتي من زاوية أخرى تتجه صوب ما يجمع الإنسان بأخيه الإنسان.

وبالطبع لم أغفل حقيقة وتبعات مطامع القوي المسيطر الذي يغريه وجود فراغ جغرافي مليء بالموارد الطبيعية.

أخبار ذات علاقة

"هوارية".. ما قصة الرواية التي أثارت غضب الجزائريين؟

 هل كان الشعر في حياتك "نزوة عابرة"؟ 

نعم يمكنك أن تقول شيئا من هذا القبيل، كل تجربتي في الشعر تقتصر على ديوان وحيد صدر عام 2002 بعنوان "إشارات حمراء".

جمعت في هذا الديوان تلك البدايات الساذجة، إلا أن اهتمامي الحقيقي كان ولا يزال منصبا على السرد وهو ما أجيد فعله. 

كيف ترين تراجع الاهتمام بالقصة القصيرة في الثقافة العربية حاليا؟ 

شيء مؤسف أن الناشرين يهتمون بالرواية في حد ذاتها، حتى لو كانت جودتها أقل من مجموعة قصصية.

والسبب في هذا يعود إلى طغيان الاهتمام الإعلامي بالرواية وزيادة الجوائز المخصصة لها ليس أكثر، بينما واقع الحال أن القارئ يقبل على قراءة القصة أكثر؛ لأنها تتوفر في منصات إلكترونية وحتى في المطبوعات اليومية.

هل خرجت الكاتبة العربية من عباءة "وصاية" الرجل، لا سيما الناقد والناشر؟

أرى الإبداع تجسيدا لمعنى الإرادة الحرة بصرف النظر عن "نوع" أو"جندر" المبدع، فهو في كلتا الحالتين لا يكتب من منطلق نوعه "الجندري" رجلا كان أم امرأة، بل من ذاته الإنسانية المبدعة. 
وفيما يتعلق بموضوع الاهتمام النقدي أو صناعة النشر، لم أشعر بتحيز سلبي ضد الكاتبات، ولا توجد وصاية على المبدعة.

كيف أثرت إقامتك في الغرب على مشروعك الأدبي؟

الإقامة في هولندا لها أثر في فهمي الشخصي لمعنى اختلاف الثقافات، وليس كما كنا نقرأ عن الغرب من خلال رؤية أدباء أو غيرهم.

ما أودّ قوله هو أن لكل إنسان تجربته المتفردة في الاندماج والتواصل مع الآخر المختلف ظاهرياً عنا، ثم تكتشف أن هناك كثيراً مما يجمعنا معه إنسانيا.

ليست هناك علاقة "صدامية" كما يحب البعض تسويقها، بل الأمر أبسط بكثير، إذا استطعنا التواصل دون أحكام مسبقة، ولهذا إقامتي في بلد أوروبي أثرت بالفعل على نصوصي، ولكن ليس بشكل حاد أو مباشر.

6c1d4fd7-5469-4e9b-89e2-8b68b5010db3

ألم تجعلك الإقامة في أوروبا أكثر تحررا من الرقابة؟ 

الرقابة فكرة تعمل داخل عقولنا نحن الذين ولدنا في مجتمعات محافظة، لا سيما المبدعة العربية، قد لا يكون للوُجود في بلاد الغرب أي أثر في النصوص التي نكتبها باللغة العربية، وننشرها في بلادنا، ونسوقها لقارئ عربي، وتروّج في معارضنا.

أما من يكتب بلغة أخرى ولقارئ غربي ربما تصبح لغة خطابه متسقة مع ثقافة الغرب، حيث تتراجع المحظورات على نحو مختلف عما في بلداننا العربية.

أخيرا، ماذا عن تشابه اسمك مع الإعلامية والفنانة اللبنانية رزان مغربي؟

حدثت بالفعل قصص طريفة للغاية في السابق بسبب تشابه الاسم، رغم أني منذ بدأت النشر في وقت مبكر، وقبل أن تشتهر المذيعة رزان مغربي كنت أوقع باسمي الثلاثي، لمحبتي واحترامي لذكر والدي الذي دعمني طوال حياته، وتمنى دائما أن أنجح في عالم الإبداع والحياة. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC