إعلام حوثي: الطيران الأمريكي نفذ 18 غارة على عدة محافظات يمنية
تسود أجواء روحانية وصوفية في دول الساحل الأفريقي خلال شهر رمضان، في ترجمة لحالة التنوع التي تعرفها المنطقة والتي تضم ديانات وطوائف وأقليات عرقية مختلفة.
وفي دول مثل مالي والنيجر يسود السكون والهدوء في النهار، فيما تدب الحركة في الليل، إذ يهب الآلاف إلى المساجد بهدف أداء صلوات التراويح وغير ذلك، في حين تهز الأناشيد الدينية والروحية شوارع هذه الدول.
وفي العاصمة المالية، باماكو، يقول عبد الله (51 عاماً) لـ"إرم نيوز" إن: "الاستعدادات في مالي خاصة للغاية لشهر رمضان المعظم، إذ يفرش كثيرون المساجد وينظفون ساحاتها ويجهزون أضواء الإنارة، استعدادًا لاستقبال المصلين الذين يتوافدون لأداء التراويح، والذين يتضاعف عددهم في هذا الشهر الكريم".
وأوضح عبد الله أن: "هناك أيضا أنماطًا غذائية تظهر وأخرى تختفي من بينها الحلويات، فهناك العديد من الأطباق المحلية مثل الكابا، وهي أكثر أكلة شهيرة في مالي في شهر رمضان".
وتابع أن "التحضيرات تشمل جمع تبرعات بهدف القيام بموائد إفطار جماعية خاصة بالمحتاجين والفقراء في مالي، وهي عادة دأبت عليها العديد من المنظمات المحلية وحتى الدولية التي تزرع الابتسامة على وجه هؤلاء".
ويعد المسلمون في دولة مالي، التي تشهد اضطرابات أمنية مستمرة، نحو 94%، وتنتشر فيها الكثير من المدارس الصوفية ومدارس تحفيظ القرآن الكريم.
في النيجر، لا يختلف الوضع كثيرًا، إذ يحتفي السكان كثيرًا بقدوم رمضان ويؤمنون طقوسًا خاصة سواء في العبادة أو الأكل، بحيث يعد رمضان شهر الاجتماع على الإفطار.
وقال الأستاذ الجامعي النيجري، إدريس يياوجا، "بالفعل في النيجر مثل سائر دول الساحل وغرب أفريقيا، هناك استعدادات خاصة، لكن أيضا كرنافالات شعبية تقام خلال شهر رمضان المعظم حيث تجتمع الأسر على موائد الإفطار وغير ذلك".
وأضاف يياوجا لـ"إرم نيوز" أن: "الملايين اليوم في منطقة الساحل الأفريقي مسلمون، لذا طريقة إحياء وعيش الشهر الكريم تلفت إليها الأنظار سواء في السنغال أو النيجر أو بوركينا فاسو أو مالي، لكن لنكن واقعيين فالأزمات التي تمر بها المنطقة لها انعكاسات سلبية حتى على هذه الاحتفالات".
وبين أن: "هناك الكثير من النقاط التي تميز النيجريين عند احتفالهم برمضان حتى على مستوى الأطباق التي يتم تحضيرها خصيصًا للإفطار، مثل طبق المخفي الذي يتكون من الأرز واللحم أو خليط من القمح، لذا أعتقد أن رمضان له طعم خاص في النيجر كما في بقية دول الساحل الأفريقي رغم ما تعانيه من أزمات أمنية وسياسية واقتصادية".
وأشار إلى أن: "في دول المنطقة هناك الكثير من الطرق الصوفية والروحانية التي تتنافس في شهر رمضان من خلال استقطاب أنصارها وتقوم بابتهالات وأناشيد في مراكزها أو في الشوارع، وهو ما يضفي طابعًا خاصًا على هذا الشهر".