شولتس: الإدارة الأمريكية ترتكب خطأ فادحا باعتمادها على الرسوم الجمركية
رغم أن مسلسل "حكيم باشا" الذي يخوض سباق موسم الدراما الرمضانية الحالي يعد التجربة الأولى للفنان مصطفى شعبان في "الدراما الصعيدية" التي تتناول خصوصية الحياة في جنوب مصر، إلا أنه قدم من خلاله شخصية غير تقليدية رسخت مكانته بين مصاف كبار النجوم.
وجاءت كافة الملابسات الأولية لتجعل العمل مهددا بأن يكون نسخة مكررة من "مسلسلات صعيدية" سابقة، فالبطل يعمل بتجارة الآثار المحرمة ويعاني من غيرة وحقد الأقارب وتربص الأعداء، فضلا عن وجود عناصر إرهابية تسكن الجبل، كما يطل شبح الأخذ بالثأر، كعادة صعيدية سيئة مترسخة، برأسه على أحداث المسلسل.
واستطاع شعبان القفز على كل تلك المعطيات المعتادة ليصنع شخصية جديدة تماما ويقدم نموذج "كبير العائلة" في الصعيد من منظور خاص غير مسبوق، عبر مزج التشويق بالكوميديا والتخفيف من وقع اللحظات التراجيدية بالتعليقات الفكاهية.
على هذه الخلفية، وجد المتفرج نفسه أمام "بطل صعيدي" مختلف، يمتلك حسا ساخرا وحضور بديهة في التعليقات اللاذعة، كما أنه "الكبير" وسط أعمامه الذين يكبرونه سنا، و"الوصي" على أبناء عمومته الذين يأتمرون بأمره، رغم أنه أصغر سنا من معظمهم.
وما عزز من ملامح التجديد أن شخصية "حكيم باشا" جاءت من الناحية الإنسانية تجمع بين الخير والشر بعيدا عن المثاليات المفتعلة، فهو ينشط في تجارة غير مشروعة، لكنه يتصف في سلوكياته الأخرى بالشهامة والشرف والنزاهة، كمرجعية تعامل الجميع بإنصاف.
ولم يواجه البطل أعداءه بالوعيد أو الصراخ أو إطلاق التهديدات الجوفاء، بل اكتفى بالابتسامة الساخرة والتعليق الكوميدي، مع إجادة لافتة للهجة الصعيدية والتحكم في مخارج الألفاظ وهي مهمة ليست باليسيرة.
ويشارك في بطولة المسلسل سهر الصايغ، دينا فؤاد، رياض الخولي، أحمد فؤاد سليم، أحمد صيام، تأليف محمد الشواف، إخراج أحمد خالد أمين.