يسرائيل هيوم: طائرة على متنها طلاب إسرائيليون تهبط اضطراريا في تركيا
يحيي المسلمون في اليونان طقوس شهر رمضان المبارك، من خلال إقامة الإفطارات الجماعية وممارسة الأنشطة الدينية والثقافية، وسط تحديات تتعلق بكيفية الحفاظ على الهوية الإسلامية، بحسب الشيخ الدكتور يوشار أوغلو، نائب المفتي السابق وأستاذ العلوم الإسلامية في جامعة أرسطوطاليس باليونان.
ويقول أوغلو لـ"إرم نيوز"، إن "المسلمين في اليونان من أصل سكان البلد وليسوا من الذين هاجروا إليها، ونحن ننتمي إلى هذه الدولة منذ استقلالها بل وقبل استقلالها".
ويؤكد أن المسلمين، منذ طفولتهم، يتعلمون أسس التعايش مع الجيران وأولاد الحارة المسلمة خاصة في منطقة شمال اليونان.
ورغم عدم وجود رقم رسمي لعدد المسلمين في اليونان، فإن عددهم في شمال اليونان يبلغ نحو 140 ألفاً تقريبًا، ونحو ألف مسلم في جزيرة رودوس، أما في جزيرة قوص فعددهم يقترب من 1500، بحسب الدكتور يوشار أوغلو.
أما المسلمون الذين يعيشون في باقي الأراضي اليونانية كالعاصمة أثينا، ومدينة سلانيك، وجزيرة كريت، وغيرها فلا يمكن تحديد عددهم، لأنهم يرحلون إلى دول أوروبية أخرى، ثم يعودون إليها حسب المواسم ويقدر عددهم ما بين 250 ألفا إلى 270 ألف مسلم.
وتالياً نص الحوار مع الدكتور يوشار أوغلو:
ما أبرز أنشطة المسلمين خلال شهر رمضان المبارك؟ وما البرامج الخاصة التي تقدمها الجمعيات الإسلامية للمجتمع المسلم في اليونان خلال هذا الشهر؟
أنشطة المسلمين يمكن أن تقسمها إلى أقسام:
أنشطة عامة: تبدأ، قبل رمضان، الاستعدادات للشهر الفضيل، وذلك في آخر شهر شعبان، عندما ينطلق مدفع الإفطار لثلاث مرات إعلانًا بأن غدًا أول يوم من شهر رمضان، وفي القرى عندما تنطلق ضربات الطبل، إعلانًا بدخول رمضان وبأن هذه الليلة تبدأ فيها أول تراويح شهر رمضان.
أنشطة التراويح: ينكبّ المسلمون للصلاة في مساجد المدن والقرى، ومعظم المساجد مهيأة لحضور الجماعة لأداء صلاة التراويح للرجال وللنساء في المساجد، ويكاد لا يذكر من يصلي التراويح بالختم، وإنما العادة أن تكون صلاة التراويح عشرين ركعة، وقد تُوزع الحلوى في المساجد عقب صلاة التراويح للمسلمين طلبًا للأجر والثواب من الله.
الإفطار العائلي: يكون بين الأقارب، الأقرب فالأقرب، فهذا يكون أكثر شيء لسهولته وقلة تكاليفه ولما فيه من صلة للأرحام، والمنزل يسع المدعوين سواء أكان الجو ممطرًا أم لا.
الإفطار الفردي: يكون الشخص غنيًا يتحمل مصاريف الإفطار ويوزع على أهل القرية أو الحارة أو ما إلى ذلك وجبات جاهزة.
الإفطار الجماعي: غالبًا يكون أهل القرية يجمعون التبرعات فيما بينهم من سكان القرية ثم يدعون أهل القرية والقرى المجاورة للإفطار الجماعي، وهذا يحتاج إلى خطة وبرنامج والجو المناسب.. إلخ.
الإفطار الرسمي: يكون بين الجهات الرسمية من المسلمين والجهات الرسمية من غير المسلمين إظهارًا للتعايش المشترك والاحترام لكل الأطراف، ولا سيما هذه السنة، حيث وافق شهر رمضان المبارك أيام صيام النصارى، وكذلك بعض البلديات لا سيما البلدية التي رئيسها مسلم يقوم بإفطار جماعي.. إلخ.
ما أبرز التحديات التي تواجه المسلمين في اليونان خلال شهر رمضان؟ وكيف يساهمون في تذليلها؟
لا يوجد تحديات في شمال اليونان الذي يشمل ثلاث محافظات، وإنما يعاني الأهالي من عدم التزام كثير من الشباب التعاليم الدينية سواء من الالتزام بالأوامر، أم اجتناب الموانع، ونسأل الله الهداية والحكمة في الدعوة والإرشاد.
كيف تعملون على تعزيز التواصل بين المسلمين والمجتمع اليوناني خلال رمضان؟ وهل هناك أنشطة مشتركة لتعريف المجتمع اليوناني بالثقافة الإسلامية عبر الجامعات؟
المسلمون في اليونان هم من أصل سكان البلد وليسوا من الذين هاجروا إلى اليونان، ونحن ننتمي إلى هذه الدولة منذ استقلالها بل وقبل استقلالها، ويتربى غير المسلمين الثقافة الإسلامية منذ طفولتهم بالتعايش مع الجيران وأولاد الحارة المسلمة خاصة في منطقة الشمال.
إضافة إلى فتح قسم العلوم الإسلامية بكلية اللاهوت منذ عام 2016 بجامعة أرسطوطاليس بمدينة ثسالونيكي، وهي ثاني أكبر جامعة حكومية على مستوى اليونان، مما يساعد على إلقاء الضوء للثقافة الإسلامية ومبادئها للمجتمع اليوناني غير المسلم والذين يسكنون خارج منطقة المسلمين، وخاصة الذين يتلقون الدين عبر القنوات وعبر التواصل الاجتماعي. وهذه فرصة لهم بالتعرف على الثقافة الإسلامية الصحيحة.
كيف ترى مستوى الاندماج بين الثقافتين الإسلامية واليونانية، وما جهودكم في الحفاظ على الهوية الإسلامية مع احترام خصوصية المجتمع اليوناني؟
صار من الصعوبة بمكان الحفاظ على الهوية الإسلامية في العالم وليس في بلدنا فقط، لما صار العالم بين يدي كل إنسان، وبسبب اختلاط الحابل بالنبل، إذ امتلأت المفاسد في التواصل الاجتماعي، ونسأل الله الهداية.
ما رؤيتكم المستقبلية لتطوير دور المنظمات الإسلامية في خدمة المجتمع المسلم في اليونان، وماذا عن مشاريعكم القادمة بعد شهر رمضان؟
للمنظمات والاتحادات دور كبير وبارز، لما تملك من الإمكانات والحصانة القانونية والشفافية في العمل وخدمة الإنسانية. أما عن المشاريع فهي ترجع إلى أصلها من الدروس الدينية في المساجد لأولاد المدارس تقوية للدروس الدينية التي يأخذونها، والله المستعان.
