نقابة المحامين بإسرائيل تهدد بالإضراب إذا أخلت الحكومة بقرار المحكمة تجميد عزل رئيس الشاباك
تهيمن أناشيد المبتهل المصري الأشهر، سيد النقشبندي، على تفاصيل كثيرة من حياته الشخصية وتأثير صوته وأدائه اللافت في فنانين ومنشدين آخرين، حيث لا يُعرف عنها الكثير مع ميل الجمهور الكبير للشيخ إلى الاستماع والاستمتاع بروائع الابتهالات، قبل أي تفاصيل أخرى.
تجربة النقشبندي السينمائية الوحيدة، وحقيقة التفاصيل التي يحكيها كتاب روائي عنه، وانخراط شبان مصريين مسيحيين في ترديد أناشيد النقشبندي على المسارح، ظلت بعيدة عن الاهتمام لحد كبير مقارنة بإدمان استماع ابتهالات الشيخ من مختلف الأجيال.
,في منصات الاستماع والمشاهدة العديدة، وبينها "يوتيوب"، يصادف الباحثين عن ابتهالات النقشبندي، شاب مصري مسيحي يدعى مينا عاطف، وقد بات من مشاهير المنشدين الذين يؤدون ابتهالات الشيخ الكبير.
وليس مينا عاطف هو المسيحي الوحيد الذي انخرط في أداء ابتهالات النقشبندي، فشاب آخر يدعى مينا فهيم، ينحدر من قرية بمحافظة المنيا بصعيد مصر، يردد تلك الابتهالات في كورال غنائي ينتمي له.
قدم مينا، ذو الـ 19 عامًا، ابتهال النقشبندي الأشهر (مولاي) في الحفلات التي شارك فيها في صباه، ومنها تقديم "مولاي" مع الكورال في إحدى الحفلات التي أقيمت بالتعاون بين جامعة الأزهر ومدرسة الفرنسيسكان التابعة للكنيسة الكاثوليكية، وفق موقع "بي بي سي عربي".
ومن اللافت أن تلك التجربة تحظى بتشجيع عائلة مينا، لكن الشاب يصف صوت النقشبندي بأنه "السهل الممتنع"، ويضيف: "حين تسمعه تطرب له، وتقول: الله!، وتظن أن ما يقدمه دون تكلّف، يسهل تقليده، لكن عندما تحاول ذلك، تجد الأمر مرهقًا في حفظ التحويل أو التنقل بين المقامات الموسيقية".
ترديد أناشيد وابتهالات النقشبندي من قبل منشدين وفنانين عرب من مختلف البلدان والأعمار والأديان ليس كل شيء في حياة الشيخ، فقد كان ملهمًا للكاتبة رحمة ضياء عندما ألفت روايتها التي تحمل اسم "النقشبندي".
واعتمدت ضياء في روايتها التي فازت بجائزة الأديب "خيرى شلبي" في دورتها الثانية، على مزج الخيال ببعض ما تعرفه عن حياة المبتهل المصري؛ ما أثار استياء أسرته، واستياء المهندس رضا حسن، جامع تراث النقشبندي، الذي رافقه منذ الستينيات.
ويقول حسن إن وجه الاعتراض يعود إلى أن معظم ما نُسب في الرواية للشيخ النقشبندي "مغلوط" ولا يليق بأن يُنسب إلى شيخ جليل بقدره، بالإضافة إلى أن المؤلفة لم تنل موافقة أسرة النقشبندي على الكتابة عن سيرته.
وتضم سيرة النقشبندي فصول كثيرة أخرى، منذ ولادته العام1921 في محافظة الدقهلية لأسرة قدم منها جده من أذربيجان، لدراسة العلوم الدينية في الأزهر، إلى سر اختياره لطنا مكانًا دائمًا للإقامة، بدلًا من القاهرة، مركز الشهرة والأضواء والإذاعة والتلفزيون.
لم تكن تسجيلات النقشبندي حكرًا على الإذاعة والتلفزيون في مصر فقط، بل ترك في جولاته الخارجية الكثيرة، تسجيلات نادرة في الإذاعة السعودية والإمارات وسوريا وإيران.
وللنقشبندي الذي استخدم الموسيقى الصريحة من كبار الملحنين في ابتهالاته، وبينهم بليغ حمدي، تجربة مع السينما، لكنها لم تر النور؛ حيث شارك بالتمثيل والغناء في فيلم بعنوان "الطريق الطويل" بمشاركة الفنان عبد البديع العربي ومن إخراج مصطفى كمال البدري.
ويحكي الفيلم قصة "أولياء الله الصالحين" في مصر، من السيد البدوي إلى سيدي عبد الرحيم القنائي أو القناوي، وكان يؤدي فيه النقشبندي دور المنشد، وقد صُوّرت مشاهده في "استوديو مصر" العام 1986، لكنه لم يكتمل ولم يُعرض على شاشة السينما، بسبب وفاة المخرج، كما لم تصل إلينا أغنياته التي لحنها الموسيقار حسين فوزي.
وتشمل محطات حياة النقشبندي لقاء واتفاق تعاون مع أم كلثوم، وعلاقة وثيقة مع عبدالحليم حافظ، غير أن جمال ابتهالاته صوتًا وأداءً ظلت مقصدًا رئيسيًا لعشاقه الكثر، سيما الابتهال رقم11 من بين 15 ابتهالًا لحنها بليغ حمدي، وحمل اسم "مولاي".
