الصحة اللبنانية: مقتل 3 أشخاص وإصابة 4 آخرين في الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية
فرض التطور التكنولوجي الهائل عدة ظواهر لم تكن موجودة في الماضي القريب، منها ظاهرة جديدة أحدثت ضجة في عالم الموضة والإعلانات، وهي عارضات الأزياء "الافتراضيات" غير الحقيقيات، بل تم إنشاؤهن بالذكاء الاصطناعي، ويحققن دخلاً يصل إلى آلاف الدولارات شهريا من الإعلانات والدعاية.
ومن بين أشهر هؤلاء العارضات الافتراضيات تأتي "أيتانيا لوبيز"، التي أنشأتها وكالة الإعلانات الإسبانية "كلولس"، والتي تعد مثالا لافتا على التحول الرقمي واستثمار الذكاء الاصطناعي في جني الأموال عبر صفقات الرعاية، رغم أنها شخصية رقمية بالكامل.
في غضون أقل من عام، تمكنت "أيتانيا" ذات الشعر الوردي والجسد المثالي، من جذب أكثر من 330 ألف متابع على منصة "إنستغرام"، متفوقةً بذلك على عدد من المؤثرين الحقيقيين. وأثار هذا النجاح تساؤلات حول قدرة الذكاء الاصطناعي على صنع واقع بديل، بحسب ما نُشر على موقع "BBC NEWS عربي".
وتوضح وكالة "كلولس" الإبداعية، التي ابتكرت "أيتانيا"، عملية إنشاء هذه الشخصية الافتراضية وكيف تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنتاج صور ومقاطع فيديو واقعية تمامًا.
كما يُبرزون الجهد المبذول في بناء شخصية "أيتانيا" وتسويقها كأنها شخصية حقيقية تروي قصصا وتتفاعل مع المتابعين، إذ علّقت صوفيا نوفاليس من الوكالة قائلة: "نهدف دائما إلى جعلها مشابهة لما يفعله المؤثرون الحقيقيون".
وأضافت نوفاليس: "نلتقط صورة قد أكون فيها، ثم نستبدلها بالذكاء الاصطناعي، ما يتطلب اللعب بتفاصيل الضوء والظل لتبدو حقيقية قدر الإمكان. إن نجاح أيتانا لا يعود فقط إلى جودة الصور، بل أيضا للقصص والتعليقات التي تُقدم بها.. نعتبرها مؤثرة حقيقية تعيش أسلوب حياة راقٍ".
وحول تسويق "أيتانيا" على أنها تحافظ على لياقتها وتلتزم بنظام غذائي صارم لتحقيق قوام مثالي، أُثيرت تساؤلات عن الجوانب الأخلاقية لهذا النوع من التسويق الزائف. وردت نوفاليس قائلة: "هذا المحتوى ليس بعيدًا عن "الكمال المزيف" الذي نراه في عارضات الأزياء الحقيقيات على إنستغرام، باستخدام الفلاتر أو تقنيات تعديل الصور.. هذا شائع في قطاع الدعاية، وإذا قارنّا أيتانا بغيرها من المؤثرين، فهي تبدو تماما مثلهم".