لاغارد تدعو إلى "مسيرة نحو استقلال" أوروبا بمواجهة حرب ترامب التجارية
أثار بيت شعر قديم يعود إلى أكثر من ألف عام، شكوكًا حول كون صاحبه، وهو الشاعر بشار بن برد، كان كفيفًا حقًّا، فدقة وصفه كانت مذهلة، عندما عبر عنه وحاكاه الذكاء الاصطناعي بالصور.
وعاش بشار بن برد، في نهاية العصر الأموي وبداية العصر العباسي، ويعد من أشعر شعراء العرب في زمانه، فيما ظل وصفه الدقيق للأشخاص والأشياء والمواقف مثيرًا للنقاش حتى يومنا هذا، كونه كان كفيفًا.
ولكن ذلك النقاش، أخذ منحى جديدًا بين عشاق الشعر العربي، بعد محاكاة أحد أبيات شعر بشار بن برد بالصور، إذ تتيح تطبيقات الصور المتنوعة وبرامج الذكاء الاصطناعي الحصول على صور عن طريق الوصف بسهولة.
ويدور النقاش حول بيت الشعر الذي يقول فيه الشاعر الكفيف "كأن إبريقنا والقَطر في فمه/ طيرٌ تناول ياقوتًا بمنقار"، بعدما كشفت الصور المعبرة عنه مدى دقته وصعوبة تخيله حتى على المبصرين.
ونشر محمد الردفاني، وهو مولع بالشعر العربي، صورة تعبر عن ذلك البيت الشعري في حسابه بموقع "تيك توك" الذي يستهوي عشاق الشعر العربي الكثر، ليحصل على أكثر من مليون مشاهدة لتلك المحاكاة والمقارنة.
وبدا مئات المعلقين في ذهول من صورة الإبريق الذي تعلقت بفمه نقطة شراب بجانب صورة طائر التقط بفمه قطعة ياقوت حمراء، بينما يعلو الصورتين بيت الشعر الوصفي الدقيق.
وكتب أحد المعلقين "تخيلوا أنه ولد أعمى، يعني عمره وحياته ما شاف أي شي، قريت معظم قصائده، عنده بيها وصف مستحيل أحد يوصل لمستواه".
وقال آخر أعجبته محاكاة بيت الشعر بالصور "مستحيل يكون أعمى"، ليرد ثالث عليه "يا أخي عجيب هذا الشاعر"
واختار مدون يدعى "عقلاء بن خاتم السرحاني" الرد على النقاش الواسع حول بيت الشعر والصور المعبرة عنه، بالإشارة لبيت شعر شهير آخر لبشار بن برد، ربما يفسر بعضًا من براعة الشاعر.
وقال السرحاني "كيف لا يُجيد الوصف وهو القائل: ياقومُ، أُذني لبعض الحيِّ عاشقةٌ.....والأُذنُ تعشقُ قبل العينِ أحيانًا".
ولم ينتهِ النقاش حول الشاعر بن برد، عند محمد الردفاني ومتابعي حسابه في "تيك توك"، ففي موقع "إكس" يدور نقاش مماثل، شارك فيه تركي الدخيل، وهو إعلامي سعودي معروف، ومولع بالشعر والأدب العربي.
وبدا الدخيل متمسكًا برواية التاريخ حول كون بشار بن برد كان كفيفًا، رغم إعجابه الشديد ببراعته في الوصف، وقال "كان بشار يسأل خادمه عن تفاصيل التوصيف... أظن أنه كان يستقطب بسؤالاته، توصيفًا دقيقًا للأشياء، يتخلله أسئلة إلحاقية، لكشف المزيد من التفاصيل والتوصيفات".