زخّة شهب الدب الأصغر.. ظاهرة فلكية نادرة تزين سماء مصر

في ظاهرة فلكية نادرة، تستعدّ سماء مصر لاستقبال زخّة شهب الدب الأصغر، التي ستصل ذروتها، يوم 21 ديسمبر/كانون الأول الحالي، وتُعدُّ زخة شهب الدب الأصغر من أصغر الزخات التي تمر بالأرض، حيث يمكن رؤية ما يصل إلى 10 شهب في الساعة في ظروف مثالية.

ووفق تقدير علماء الفلك، لا تسبب هذه الشهب أي ضرر للإنسان، ويمكن رؤيتها بالعين المجردة في الأماكن المظلمة.

ظواهر فلكية

يقول عضو الاتحاد الدولي للفلك، الدكتور أشرف تادرس، إن "شهر ديسمبر سيشهد ظواهر فلكية عدة بدأت مع غرة الشهر، منها ظهور القمر مع الحشد النجمي المعروف باسم خليّة النحل، في 2 ديسمبر، بينما ظهر عطارد في أقصى استطالة له مع الشمس في 4 ديسمبر".

وتُمثّل هذه الظاهرة الفرصة الأنسب لتصوير الكوكب، لأنه يظهر في أعلى نقطة بالسماء غربًا بعد غروب الشمس مباشرة، وفق تادرس.

وفيما يخصّ زخّة شهب الدب الأصغر، قال في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن "هذه الظاهرة هي من الزخات الشهابية الخفيفة، حيث يبلغ عدد الشهب فيها نحو 10 شهب في الساعة، وتنتج عن طريق الحطام الغباري المتناثر على طول مدار المذنب Tuttle الذي اُكتشف العام 1790".

وأضاف أن "شهب الدببيات تسقط كما لو كانت آتية من مجموعة الدب الأصغر (بالقرب من النجم القطبي) وهو سبب تسميتها"، موضحًا أن "التوقيت السنوي لهذه الزخة يكون من 17 إلى 25 ديسمبر من كل عام".

أطول ليلة في السنة

ويقول المدير التنفيذي للجمعية المصرية لعلوم الفلك، المهندس عصام جودة، إن "زخة شهب الدب الأصغر ستصل ذروتها في 21 ديسمبر، وهو اليوم الذي يشهد أطول ليلة في السنة، إذ ترتبط الظاهرة بدوران الأرض حول الشمس".

وأوضح، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنه "عند دوران الأرض حول الشمس مرة واحدة كل عام، تعبر بقايا المذنبات التي مرت قبلها في الفضاء، وتدخل هذه البقايا إلى الغلاف الجوي للأرض بسرعة عالية، ما يؤدي إلى احتراقها وظهورها في السماء على شكل شهب".

ومن جانبه، يشير رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، الدكتور أشرف شاكر، إلى خطأ شائع بشأن استخدام مصطلح ظهور الدب الأصغر في سماء مصر، موضحًا أن "المقصود بهذا المصطلح هو ظهور زخة شهب الدب الأصغر، وليس ظهور كوكبة الدب الأصغر نفسها".

وتدور الأرض حول الشمس مرة واحدة كل عام، وفي طريقها تمر بمناطق تحتوي على صخور من مخلفات المذنبات والكويكبات التي سقطت منها في الماضي أو الحاضر.

وعندما تدخل هذه الصخور إلى الغلاف الجوي للأرض بسرعة عالية، فإنها تحترق وتتحلّل إلى شرارات ضوئية تُسمى الشهب، وفق شاكر.

هل تُسبب الشهب ضررًا للإنسان؟

وبحسب تصريحات شاكر لـ"إرم نيوز"، فإن الشهب غالبًا ما تحترق تمامًا في الغلاف الجوي، ولكن في بعض الأحيان قد يسقط جزء منها على الأرض، ويسمى في هذه الحالة بالنيزك.

وتُسمى الشهب عادةً نسبة إلى الكوكبة التي تبدو كأنها تتساقط منها، لأن الشهب عبارة عن صخور صغيرة تتساقط من الفضاء إلى الغلاف الجوي للأرض، وعندما تدخل هذه الصخور إلى الغلاف الجوي، تحترق وتتحوّل إلى شرارات ضوئية.

ويعتمد عدد الشهب وكثافتها على عدد الصخور في مدار الأرض، الذي يعتمد بدوره على زمن مرور المذنب في مدار الأرض، وفق شاكر.

ويقول خبير الفلك المصري، أحمد شاهين، إن "الدب الأصغر هو مجموعة نجمية مكونة من 7 نجوم لامعة"، مشيرًا إلى أن "زخة شهب الدب الأصغر ستصل ذروتها يومي 20 و21 ديسمبر".

ويمكن رؤية نحو 10 شهب في الساعة، وفق شاهين، الذي أشار، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن "هذه الشهب لا تُسبّب أي ضرر للإنسان، ويمكن رؤيتها بالعين المجردة في الأماكن المظلمة".