الخارجية الأمريكية: الفرصة بشأن إبرام صفقة تبادل في غزة لا تزال قائمة لكنها تتلاشى بسرعة
لم يكن أحمد فؤاد نجم الذي تحل اليوم ذكرى رحيله في 3 ديسمبر 2013، حالة عابرة في سماء الشعر العربي، فقد حفر اسمه بعمق كأحد نجوم قصيدة الهجاء السياسي في النصف الثاني من القرن العشرين، واستطاع أن يرسم لوحات مدهشة من النقد الاجتماعي اللاذع.
ورغم أنه يكتب شعر العامية باللهجة المحكية المصرية، إلا أن حرارة كلماته وعنفوان تعبيراته لامست القلوب من المحيط إلى الخليج، لا سيما عبر الثنائي الشهير الذي كونه مع المطرب والملحن الشيخ إمام عيسى، أو قصائده التي تغنى بها مشاهير المطربين مثل محمد منير ومحمد الحلو.
واشتهر نجم بلقب "الفاجومي" وهو يعني في القاموس الشعبي المصري الشخص الجريء المندفع، الذي لا يحسب للعواقب الوخيمة حسابا ويقول كلمته الشجاعة في وجه كل ما هو خاطىء وغير مستقيم، دون مراعاة لما قد يجره عليه ذلك من متاعب، مع الأشخاص ذوي النفوذ.
على هذه الخلفية، تفجرت واحدة من أشهر قصائد الهجاء الاجتماعي التي حملت عنوان "كلب الست"، التي يهجو فيها الفاجومي النظام الاجتماعي، الذي ينحاز لكلب عقر طالبا جامعيا وأحدث به إصابة بالغة، لمجرد أن هذا الكلب يمتلكه بعض أصحاب النفوذ.
والمفاجأة أن أصحاب النفوذ هنا يقصد بهم كوكب الشرق السيدة أم كلثوم نفسها، والتي انفلت كلبها الشرس من عقاله، بمقر فيلا سيدة الغناء العربي بحي الزمالك ليعقر الطالب بمعهد التربية الرياضية "إسماعيل".
وعاب مثقفون كثيرون على نجم ما اعتبروه تجاوزا في حق أم كلثوم، ونوعا من الهجوم الشخصي، الذي يتجاوز التعاطف مع طالب فقير، إلى التشهير برمز فني كبير.
يقول نجم في مطلع القصيدة الشهيرة التي تؤكد المصادر التاريخية أنها أثارت غضب "ثومة" وكانت سببا رئيسا في عدم تعاونها فنيا مع الشاعر المشاغب: "في الزمالك من سنين / وفي حما النيل القديم / قصر من عصر اليمين / ملك واحدة من الحريم / صيتها أكتر من الأدان / يسمعوه المسلمين / والتتر والتركمان / والهنود / والمنبوذين/ ست فاقت على الرجال / في المقام والاحترام / صيت وشهرة / وتل مال / يعني في غاية التمام".
وزادت الانتقادات لنجم بسبب وصوله إلى مقطع يشير فيه إلى حرمان "الست" من الأمومة وهو ما اعتبره كثيرون تصرفا غير لائق حيث يقول: "قُصره يعني هي كلمة / ليها كلمة في الحكومة / بس ربك لأجل حكمة / قام حرمها من الأمومة / والأمومة طبع ثابت / جوه حوا من زمان".
ويمضى نجم قائلا في قصيدته: "تعمل إيه الست؟ جابت / فوكس رومي وله ودان/ فوكس دا عقبى لأملتك / عنده دستة خدامين / يعني مش موجود في عيلتك / شخص زيه يا اسماعين/ واسماعين دا يبقى واحد/ من الجماعة التعبانين/ اللي داخوا في المعاهد / والمدارس من سنين".
ودافع أحمد فؤاد نجم كثيرا عن موقفه، عبر العديد من اللقاءات التلفزيونية، مؤكدا أنه يعشق أم كلثوم ولا يوجد شخص في مصر لا يحبها، وأنه كان يتمنى أن يكتب لها أغنية.
وأضاف أن ثقافته الموسيقية تلقاها من أم كلثوم نفسها، وأحب وكره على أغانيها، ككل المصريين، مشيرا إلى أن ما أغضبه في قصة "كلب الست"، هو قرار الإفراج عن الكلب.
وأوضح أنه كان يعرف المحقق الذي تولى القضية بشكل شخصي، حيث حقق معه سابقًا في قضايا سياسية، فكتب نجم قصيدته "كلب الست" بعد أن جلس مع الطالب إسماعيل الذي وصفه بـ"أغلب خلق الله"، بعد أن زاره في بيته.
