الفاتيكان: وفاة البابا فرنسيس
شارك الفنان المغربي أمين الناجي في المسلسل التاريخي "سيوف العرب" الذي عُرض في الثُلث الأخير من موسم دراما رمضان الماضي، عبر شخصية "كتبغا"، قائد جيش المغول، الذي أظهر مهارات قتالية غير عادية في معركة "عين جالوت" التاريخية داخل أحداث القصة الدرامية.
وكشف الفنان أمين الناجي في حوار له مع "إرم نيوز" أنه خضع لتدريب مكثف لأسابيع طويلة لتنفيذ مشاهد المعركة، لافتًا النظر إلى مواجهته صعوبات كبيرة في التصوير، كما تطرق للحديث عن تفاصيل دوره التمثيلي، والمشاركة في عمل تاريخي، ورأيه في مواجهته مع مسلسل "معاوية".
في البداية، ما العوامل التي جذبتك للمشاركة في المسلسل الدرامي التاريخي "سيوف العرب" في رمضان الماضي؟
عمل ضخم إنتاجيًا، يحكي عن حقبة مهمة من التاريخ العربي والإسلامي، انطلاقا من عصر الجاهلية حتى بداية العصر الأموي، بمشاركة نخبة كبيرة من نجوم التمثيل في الوطن العربي، شخصية تمثيلية رائعة للغاية، غنية ومليئة بالتقلبات النفسية، أنا من عشاق الشخصيات المركبة، وأحب اقتناص الشخصيات التمثيلية المتميزة.
كيف جرت تحضيراتك لشخصية "كتبغا" قائد جيش هولاكو نفسيًا وشكليًا بالنظر إلى مرجعية المغول التاريخية؟
استعنت ببعض المراجع والقراءات عن الشخصية التاريخية لاستكمال معطياتها، ركزت على الجوانب النفسي لشخصية القائد "كتبغا"، حيث رؤيته لنفسه، مراحل نجاحه وفشله، والعديد من الصفات التي سهلت من تركيب معطيات الشخصية النفسية، بالنظر إلى كونها تاريخيًا ليس لها تعريف أو تصور واضح في التاريخ، غير أنه كان قائدًا للجيش، يتمتع بالقوة، ودموي إلى درجة خطيرة.
من جهة الشكل، كان هناك تعاون مع المختصين في التجربة الدرامية، تم الاستقرار على طبيعة ملابس معينة، كذلك على صعيد الشكل الخارجي، بالتعاون مع فريق المكياج، حيث التصور الخاص لديهم وفقًا لنقاشات مع المخرج سامر جبر، تم التحضير للشخصية في أفضل صورة ممكنة.
ما مدى صعوبات تنفيذ وتصوير مشاهد المعارك والحروب الملحمية في مسلسل "سيوف العرب"؟
مرهقة للغاية في تنفيذها، تحتاج إلى استعدادات وآليات ومختصين في مجال تنفيذ المعارك، ثم إن استعمال أسلحة خاصة وملابس تتماهى مع الحقبة الزمنية التي يناقشها العمل، كان أمرًا صعبًا بالنظر إلى ثقل الملابس والأسلحة، لقد تطلب الأمر إحداث التوازن بين الجهد البدني والنفسي، للتركيز على الأداء التعبيري الدقيق.
وتابع "شاركت في معركة واحدة داخل أحداث المسلسل الدرامي، هي "عين جالوت" التي أسقط فيها المسلمون التتار، تدربنا لعدة أسابيع على تنفيذ المعركة، من قبل مختصين في تنفيذ المعارك الحربية، لكن الحمد لله النتيجة كانت إيجابية للغاية، على الرغم من أنني تعرضت لإصابة في أحد أصابع يدي بواسطة سيف حديدي، لكنها عمومًا تجربة جميلة للغاية، مع أنها مرهقة واستلزمت مجهودا كبيرا.
ما تحليلك لتوصيف مسلسل "سيوف العرب" أنه عمل تاريخي يمزج الرؤية الدرامية والوثائقية، مع لفت النظر إلى السجال على هذه النوعية الفنية بسبب تناولها حقائق تاريخية؟
التاريخ يكتبه الأقوياء بالرغم من الكم الهائل للكتب والقصص، يبقى التاريخ والحقائق التاريخية الواقعية، لم يصلنا منه سوى نسبة محددة فقط، يرويها الأقوياء الذين فازوا في الحروب والصراعات، دائمًا يكون هناك جدل فعلي فيما يخص الأعمال التاريخية، لكنها ليست مسائل مقدسة، بل جائزة للتقديم والتحليل.
وأضاف "تناول مسلسل "سيوف العرب" قصصا من زاوية السيوف والرمزية الخاصة بها فيما يخص شجاعة وبسالة المحاربين العرب والمسلمين، العمل قدم حقبة مهمة للغاية عن تاريخنا العربي والإسلامي، بالإضافة إلى أن المزج بين الرؤيتين الوثائقية والدرامية، كانت خادمة للمسلسل بالنظر إلى المصداقية ودقة المعلومات الواردة به، بما يضفي شكلا جديدا ومثيرا لدى المشاهدين".
كيف وجدت المواجهة بين مسلسلي "سيوف العرب" و "معاوية" كعملين دراميين تاريخيين جرى عرضهما في موسم درامي واحد؟
المواجهة كلمة ليست في محلها، الأعمال الفنية موجودة كي تتم مشاهدتها وليس من أجل المقارنة، ثم إن كل عمل تم تقديمه على حدة، بالاختلاف بين الرؤى الإخراجية والكتابية، أرى أنه إثراء للمشهد الفني العربي وللأعمال التاريخية عمومًا.
في النهاية، ما الشخصية التاريخية التي تطمح إلى تجسيدها في عمل فني؟
ليست هناك شخصية تاريخية محددة أطمح لتقديمها، بل طموحي يصب في تأريخ الحقبات الزمنية المختلفة عن طريق الأعمال الفنية المختلفة، ما بين القديم والحديث، لتبدأ رحلتي مع أي شخصية من مرحلة القراءة على الورق، ثم التعايش مع الرحلة لتحويلها إلى شخصية واقعية من لحم ودم لدى المشاهدين.
