عاجل

هيئة البث: الجيش الإسرائيلي سيدرب قوات البحرية على القتال البري بسبب نقص المقاتلين

logo
منوعات

الدنمارك تستهدف اللاجئين السوريين بذريعة "المناطق الآمنة"

الدنمارك تستهدف اللاجئين السوريين بذريعة "المناطق الآمنة"
22 مارس 2023، 8:10 ص

يعاني عدد كبير من اللاجئين السوريين من قرارات اتخذتها الكثير من الدول الأوروبية وأبرزها النرويج والدنمارك وبعض الولايات الألمانية، والتي كان آخرها اعتبار الدنمارك أن أي لاجئ ينحدر من مدينتي اللاذقية وطرطوس السوريتين عليه العودة إليهما، رغم ما شهدته اللاذقية من مآس ونكبات بعد الزلزال المدمر الأخير.

وألغت الدنمارك، العام الماضي، تصاريح إقامة 150 سوريًّا من دمشق لأنها اعتبرتها آمنة، لاقى قرارها الجديد موجة انتقاد كبيرة من قبل الجاليات العربية ومن قبل منظمات حقوقية وإنسانية.

انتقدت منظمة “هيومان رايتس ووتش” قرار السلطات الدنماركية ودعتها للتراجع عن قرارها بإلغاء الحماية لبعض اللاجئين السوريين.

قرار غير إنساني

وقال أيسر عثمان (51 عامًا)، لـ"إرم نيوز": "توقعنا أن تقوم الحكومة بتسريع إجراءات حصولنا على الإقامة الدائمة بعد الزلزال الذي أصاب مدينتي اللاذقية كما فعلت كل الدول الأوروبية لضحايا الزلازل وأقاربهم، لنتفاجأ بهذا القرار اللاإنساني والذي وضعنا تحت خطر الترحيل".

وأضاف عثمان وهو لاجئ في الدنمارك منذ 3 أعوام: "بعد قرار دائرة الهجرة الجائر، أحيلت أوضاعنا إلى مجلس طعون اللاجئين وهو أعلى سلطة في قضايا اللجوء في الدنمارك، واعتبر المجلس أن عودتنا إلى محافظة اللاذقية آمنة، رغم كل انتقادات المنظمات والمجتمع المدني".

وانتقدت منظمة “هيومان رايتس ووتش” قرار السلطات الدنماركية ودعتها إلى التراجع عن قرارها بإلغاء الحماية لبعض اللاجئين السوريين.

ينتظر أيسر ومعه المئات نقلهم إلى مراكز العودة وهناك إما يختارون العودة الطوعية وإما تصدر بحقهم قرارات ترحيل نافذة.

وذكر بيان "رايتس ووتش" بأن تصنيف اللاذقية وطرطوس على أنهما آمنتان يأتي بعد أسابيع فقط من الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، والذي قتل عشرات الآلاف وتسبب بأضرار جسيمة.

وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن قرار الدنمارك مثير للقلق، ولا يمكن اعتبار تحسن الوضع الأمني في سوريا كافيًا بدرجة تبرر إنهاء الحماية الدولية لأي مجموعة من اللاجئين.

ينتظر أيسر ومعه المئات نقلهم إلى مراكز العودة وهناك إما يختارون العودة الطوعية وإما تصدر بحقهم قرارات ترحيل نافذة.

إلى أين نذهب..!؟

وهنا قال عثمان: "هذه الخطوة التي تنوي الدنمارك اتخاذها تتعارض مع تقارير الهجرة الصادرة عن الحكومة نفسها، والتي تتحدث في كل بيان عن مخاطر عودة اللاجئين إلى سورية والعراق وليبيا".

كشفت تقارير صحافية دنماركية أن السوريين الذين تعرضوا لإلغاء إقاماتهم لا يزالون معرضين لخطر الاضطهاد والاعتداء في حال تمت إعادتهم إلى سورية

وتابع عثمان: "سنقوم بتوكيل محام والاستفادة من فرصة الاستئناف، وإن كتِب لنا البقاء لن تتجدد إقاماتنا وسيهدمون كل الذي بنيناه طيلة ثلاث السنوات، وسنبقى في البلاد دون حقوق لاجئين".

لا يوجد مكان يذهب إليه أيسر وعائلته، باع منزله عام 2017 وسافر إلى أوروبا هربًا من الظروف الصعبة في سورية، ليبدأ اليوم قصة معاناة جديدة ربما لن تنتهي بسنوات، حاله حال السوريين الذين لم تجدَّد إقاماتهم في الدنمارك لاعتبارهم آتين من مناطق أصبحت آمنة.

وختم حديثه: "هذا قرار غير إنساني وجائر وتعسفي، ويتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان والقانون الأوروبي الذي يقضي بمنح التسهيلات لأي لاجئ حتى يندمج في المجتمع ويثبت جدارته، وهم قاموا بإعادتنا إلى الصفر وربما إلى الموت".

وكشفت تقارير صحافية دنماركية أن السوريين الذين تعرضوا لإلغاء إقاماتهم لا يزالون معرضين لخطر الاضطهاد والاعتداء في حال تمت إعادتهم إلى سورية، فيما كشفت منظمة العفو الدولية أن الدنمارك والمجر هما الدولتان الوحيدتان في الاتحاد الأوروبي اللتان ألغتا تصاريح إقامة لسوريين، مبدية قلقها من هذه الإجراءات.

دمروا طموح الآلاف..!

وقالت عبير شعبان (29 عامًا) لإرم نيوز: "أقيم في الدنمارك منذ 4 سنوات، وأعمل في مركز للترجمة، وأدرس في معهد دعم وتأهيل تربوي، وكنت أنوي تجديد إقامتي للمرة الأخيرة هذا العام في الشهر الثامن، على أمل أن أحصل على الجنسية العام المقبل، لكني تفاجأت ببريد من دائرة الهجرة حطم كل طموحاتي".

تعاني شعبان من حالة نفسية صعبة وقلق كبير نتيجة خشيتها على مستقبلها ومستقبل عائلتها، والآن ليس بوسعها سوى انتظار مصيرها المجهول.

وأضافت شعبان: "تلقيت بريدًا من دائرة الهجرة يقول إنني من محافظة اللاذقية وهي تعتبر منطقة آمنة الآن وفقًا لتقارير دائرة الهجرة، التي تعتزم سحب الإقامة والحماية مني قريبًا".

اتصلت شعبان مع محام مختص بشؤون اللاجئين ونصحها بأن تخاطب الدائرة وتطلب مقابلة تعترض فيها على هذا القرار وتضعهم في صورة الأخطار المحدقة بعودتها إلى سورية، ومن ثم سيدرسون قرارها.

وهنا قالت شعبان: "أرسلت البريد منذ نحو خمسة أيام وحتى الآن لم أتلقَّ أي رد، لكنني اطلعت على تجارب سابقة لسوريين من دمشق وريفها، وما ينتظرني هو سنوات من التسويف والممطالة وعرقلة حصولي على الجنسية".

وختمت الشابة حديثها: "هل يعقل أن يقوموا بتدمير مستقبلنا بهذا الشكل بعد أن استقبلونا..!؟ أختي تدرس في جامعة كوبنهاغن وجميعنا نتحدث لغة البلد الصعبة جدًّا، ولم نغادر الدنمارك منذ وصولنا، فيما ييقوم بعض الأشخاص بزيارة سورية بين الحين والآخر، ولم يقوموا بسحب إقاماتهم.. أي مفارقة هذه..!؟".

تعاني شعبان من حالة نفسية صعبة وقلق كبير نتيجة خشيتها على مستقبلها ومستقبل عائلتها، والآن ليس بوسعها سوى انتظار مصيرها المجهول، هي والمئات من السوريين اللاجئين في الدنمارك.

يذكر أن مسؤولين دنماركيين أعربوا منذ أيام عن ترحيبهم الشديد باللاجئين الأوكرانيين والعمل على نظم حماية ستضمن لهم الحصول على تصاريح إقامة استثنائية في دول الاتحاد الأوربي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC