وزير خارجية فرنسا: المجال أمام إبرام اتفاق نووي مع إيران بات محدودا
بحسب تقرير نشرته صحيفة "ذا جارديان"، بدأت بيرناديت راسل في عام 2011 تجربة فريدة من نوعها، حيث قررت أداء عمل طيب يوميًا لمدة عام كامل.
وفي وقت كانت فيه بريطانيا تعيش أجواءً مشحونة بسبب أعمال الشغب في عدة مدن، شعرت راسل بالإحباط من كثرة الأخبار السلبية. لكن حدثًا عابرًا في مكتب بريد ديفتورد في لندن غيّر مسار تفكيرها؛ حين ساعدت شابًا في دفع ثمن طابع البريد بعد أن واجه صعوبة في توفير المال الكافي.
من خلال هذه التجربة، أدركت راسل أن اللطف ليس مجرد تصرفات عابرة، بل هو ممارسة قادرة على إحداث تغيير عميق في الإنسان.
وبدأت بتنفيذ أعمال لطيفة بسيطة مثل مساعدة الغرباء في شوارع لندن، وتوزيع بطاقات تشجيعية. ورغم أن بعض هذه الأعمال لم تلقَ التجاوب المتوقع، فإن الأثر الذي تركته في نفسها كان أكبر من أي تقدير مادي.
اليوم، وبعد مرور أكثر من 13 عامًا على هذه التجربة، لا تزال راسل تواصل تنفيذ الأعمال الطيبة يوميًا. وقد ألهمتها تجربتها لتأليف كتاب بعنوان "محادثات عن اللطف"، الذي تستعرض فيه تأثير هذه الأعمال الطيبة على حياتها وحياة الآخرين.
وتؤمن راسل بأن اللطف ليس مجرد تصرفات صغيرة، بل هو قوة قادرة على إحداث تغيير حقيقي في المجتمع، وبناء عالم أكثر تعاطفًا وإيجابية.
ويرى خبراء في علم النفس، أن التصرفات اللطيفة مع الغرباء تمثل جزءًا مهمًا من التفاعل الاجتماعي، حيث يمكن أن يكون لها تأثيرات إيجابية على حياة الإنسان، سواء على المستوى الشخصي أو المجتمعي.
ويشير مفهوم "التصرفات اللطيفة" إلى الأفعال الصغيرة التي تبدي احترامًا واهتمامًا بالآخرين، مثل مساعدة شخص في محنة، أو إلقاء تحية مبتسمة، أو تقديم خدمة بسيطة. رغم أنها قد تبدو تصرفات بسيطة، إلا أن لها تأثيرات عميقة على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية.
ويؤكد الخبراء أن القيام بأفعال لطيفة تجاه الآخرين يعزز مشاعر السعادة والرضا الداخلي، مشددين على أن الدراسات النفسية أظهرت أن الأشخاص الذين يقومون بأعمال خيرية أو تصرفات طيبة يشعرون بتقدير أكبر لأنفسهم، ويصبحون أكثر تفاؤلًا.
كما يمكن أن تساعد هذه التصرفات في تقليل مستويات التوتر والقلق، حيث أن الشعور بأنك قدمت شيئًا إيجابيًا يزيد من مشاعر الراحة النفسية.
