logo
منوعات

الولادة على الظهر.. القصة "الغريبة" وراء الوضع الطبي "الخاطئ"

الولادة على الظهر.. القصة "الغريبة" وراء الوضع الطبي "الخاطئ"
الملك لويس الرابع عشر في قصرهالمصدر: متداولة
15 نوفمبر 2024، 8:54 ص

رغم تقدم الوسائل الطبية التي تساهم في تخفيف آلام الولادة، إلا أن الحقيقة تبقى أن هذه اللحظات تنطوي على معاناة كبيرة، وكل انقباضةٍ تحمل الأمل في استقبال حياة جديدة، لكنها لا تُلغي المخاطر التي قد تلوح في الأفق، سواء على الأم أو الجنين
لذا يتم التعامل مع الولادة على أنها عملية "حساسة"، وذلك باتخاذ كافة الاحتياطات التي تضمن سلامة الأم وطفلها القادم.

وقد يعتقد كثيرون أن وضع المرأة أثناء الولادة "على الظهر" هو الخيار الطبيعي، لكن الحقيقة غير ذلك.

في الواقع، لم يكن هذا الوضع سائداً عبر التاريخ، ففي العصور الوسطى، كان من المعتاد أن تلد النساء في وضعيات عمودية، مثل الوقوف أو الجلوس، ما كان يساعد في توسيع الحوض وتسهيل الولادة.

أخبار ذات علاقة

لحظةَ الولادة.. هل يكون حضور الآباء نعمة أم نقمة؟

 

لكن كيف تحوّل الوضع إلى الاستلقاء على الظهر؟

يعود السبب إلى الملك الفرنسي "لويس الرابع عشر" في القرن السابع عشر. وفقًا لدراسة نُشرت في "مجلة الصحة العامة الأمريكية" للباحثة لورين دندز، فقد كان للملك لويس اهتمام غير طبيعي في التوليد، وأمَرَ نساءَه، بما في ذلك زوجته ومحظياته، بالولادة على ظهورهن ليتمكن من مشاهدة الولادة. ومع تأثير البلاط الملكي، انتشر هذا الأسلوب في أوروبا ثم إلى باقي أنحاء العالم.

ويشير "مركز Better Birth" إلى أن الوضع "العمودي" أثناء الولادة، يساعد في تحسين تدفق الدم للطفل، ويقلل من فرص الحاجة للتدخلات الطبية مثل استخدام الأدوات الجراحية.
كما تؤكد "الكلية الملكية للقابلات" أن الوضعيات النشطة مثل الوقوف أو الجلوس تسهم في تقليل آلام المخاض وتسريع عملية الولادة.

الأبحاث الحديثة تدعم هذه الفكرة، حيث أشارت دراسة نُشرت في "مجلة التوليد وطب النساء" إلى أن الوضعيات العمودية تزيد من فرص الولادة السريعة، وتقلل من المخاطر المرتبطة بالولادة القيصرية.

أخبار ذات علاقة

ما السرّ وراء حبنا لرائحة الأطفال حديثي الولادة؟

 

ورغم ذلك، يظل الوضع المستلقي على الظهر هو الأكثر شيوعاً في المستشفيات اليوم، ولكن مع زيادة الوعي والفهم الطبي، بدأ بعض الأطباء بتشجيع النساء على استخدام الوضعيات التي تناسبهن أكثر أثناء الولادة.

كما أن هناك طرقًا أخرى أصبحت معتمدة في بقاع عدّة من العالم مثل "الولادة في الماء" التي تُعتبر خياراً شائعاً، للنساء اللواتي يبحثن عن تجربة ولادة أكثر راحة وهدوءاً. حيث تُشير الدراسات إلى أن الولادة في الماء قد تساعد في تخفيف آلام المخاض وتقليل الحاجة إلى مسكنات الألم. 

 

6c26bfb0-2040-413e-808e-cbe09135ebec

ووفقًا لمقال نُشر في مجلة "Parents" في نوفمبر 2023، يمكن أن توفر الولادة في الماء بيئة مريحة ومهدئة للأم، ما يسهم في تجربة ولادة أكثر إيجابية.

لذا يرجّح الخبراء أن ترك "الموضة الملكية" والعودة إلى الأساليب التقليدية قد يكون خطوة هامة نحو تحسين صحة الأم والطفل أثناء عملية الولادة.

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC
مركز الإشعارات