مصادر طبية بغزة: ارتفاع حصيلة القتلى إلى أكثر من 230 قتيلا إثر غارات إسرائيلية
لا يقتصر غياب الوالدين على ترك الأطفال بمفردهم خارج المنزل لساعات أو أيام، بل قد يحدث أيضاً داخل البيت عندما يهمل الآباء احتياجات أطفالهم العاطفية والرعوية.
ماري آن ليتل، الاختصاصية النفسية والكاتبة في موقع "Psychology Today"، تؤكد أن السمة الأبرز للوالدين المهملين هي انعدام الاهتمام، مشيرة إلى أن هذا الإهمال يتخذ أشكالاً مختلفة، بدءاً من الغياب المادي الطويل إلى الحضور الجسدي مع غياب التفاعل الحقيقي، حيث يُترك الأطفال أمام الشاشات دون رعاية.
وغياب الرعاية الكافية قد يؤدي إلى نتائج نفسية عميقة، منها تكوين نموذج غير صحي للحب والعلاقات.
ووفقاً لليتل، الطفولة الخالية من الحب والرعاية قد تجعل الطفل يفتقد الرغبة في بناء علاقات قريبة؛ ما يسبب له العزلة لاحقاً.
وتشير إلى أن الأطفال الذين يعانون هذا الغياب قد يُظهرون سلوكيات مختلفة، فمنهم من يسعى للفت الانتباه لتعويض النقص العاطفي، سواء عبر التصرف بشكل إيجابي ليكون "المثالي" أو من خلال السلوكيات السلبية كإثارة المشكلات.
وآخرون يختارون العزلة الاجتماعية، فينأون بأنفسهم عن الأنشطة الجماعية ويفضلون الوحدة.
بينما قد يبحث بعض الأطفال عن الدعم خارج إطار الأسرة، ما يمكن أن يساعدهم على تجاوز آثار الإهمال إذا وجدوا بالغين محبين يقدّمون لهم رعاية حقيقية ونماذج إيجابية للتواصل.
ليتل ترى أن وجود شخص داعم يمكن أن يكسر دائرة العزلة، ويمنح الطفل فرصة لبناء حياة عاطفية واجتماعية أكثر استقراراً.