أوكرانيا: روسيا أطلقت 131 مسيرة وصاروخين بالستيين في هجوم أثناء الليل
عند سفوح جبل زرهون، شمال المغرب، تقبع مدينة "وليلي" الأثرية كجوهرة تتلألأ وسط السهول والمنحدرات، شاهدة على عظمة التاريخ وأسراره.
"وليلي" ليست مجرد موقع أثري، بل لوحة فنية نُحتت بعبق الماضي، فقد كانت يومًا ما عاصمة الحكم الموريتاني في القرن الثالث قبل الميلاد، قبل أن تصبح درة في تاج الإمبراطورية الرومانية.
هنا حيث تعانق الأعمدة الرخامية السماء، وتزدان الأرض بلوحات فسيفسائية تحكي قصصًا من المجد.. كانت "وليلي" موطنًا للرخاء تحت حكم الرومان الذين أغنوا معابدها وقلاعها وتماثيلها من كنوز المعادن النفيسة التي صدّرتها المدينة للعالم.
يصفها بعضهم بـ"مدينة الأشباح" بسبب طبيعتها كموطن للماضي والذكريات ورحيل السكان عنها في حقب زمنية سابقة، والمؤكد تاريخيًّا أنها شهدت ازدهارًا عمرانيًّا غير مسبوق تحت الحكم الروماني في القرون الميلادية الثلاث الأولى.
تميزت المدينة قديمًا بالأسوار المنيعة وأبراج المراقبة وأقواس النصر والجدران والأرضيات الفسيفسائية بديعة الجمال، فمن معابد الكابيتول إلى ساحاتها الشعبية والحمامات العامة، إلى التماثيل البرونزية التي جسدت عظمة القادة والآلهة يتكشف سحر وليلي في كل زاوية.
ورغم اختلاف الروايات حول اسمها تُرجح الأقاويل أنه مستوحى من الكلمة الأمازيغية "أليلي" إشارة إلى أزهار الغار التي تملأ جنباتها.
بدأت رحلة الكشف عن وليلي في القرن التاسع عشر على يد الفرنسي هنري دو لامارتينييه لتُكملها بعثات ألمانية.
وأدرجت "اليونسكو" في عام 1997 "وليلي" ضمن قائمة التراث الإنساني باعتبارها "البقعة الرومانية الوحيدة من نوعها في العالم التي ظلت تحتفظ بخصائصها الطبيعية والمعمارية والفنية".