الطيران الإسرائيلي يشن غارة على غرب رفح جنوبي قطاع غزة
في قلب سوريا، حيث تتشابك الحضارات وتتمازج الحقب التاريخية.. تقف مدينة حمص التي تصدّرت عناوين الأخبار في خضم الأحداث التي شهدتها سوريا شامخة كشاهد حي على عظمة الماضي وأصالة الحاضر.
"حمص العديّة" حكاية ترويها أحجارها السوداء وأزقتها القديمة ونهر العاصي الذي ينبض بالحياة..
هنا التقى التاريخ الروماني بالروح الإسلامية وامتزجت الأساطير بالحقائق لتُشكِّل لوحة فريدة تجمع بين جمال الطبيعة وعمق الحضارة.
في العام الميلادي 187 عاشت حمص ذروة ازدهارها حين تزوج القائد الروماني "سبيتميوس سيفيروس" من الأميرة الحمصية "جوليا دومنا" ابنة كاهن معبد "إله الشمس" ليصبح هذا القائد هو الإمبراطور بعد 6 سنوات..
هذا الزواج جعل المدينة مركزًا سياسيًا وثقافيًا للإمبراطورية الرومانية.. وخلال الحروب الأهلية التي عصفت بالإمبراطورية لعبت حمص دورًا مؤثرًا مساندة الجنرال "أوكتافيوس" ضد غريمه "مارك أنطونيو".
تحتضن حمص رفات القائد الإسلامي خالد بن الوليد، الذي دفن في أرضها ما أكسبها لقب "بلد بن الوليد".
أما تسميتها فهي محل اختلاف بين المؤرخين؛ فقيل إن اسم حمص يعود إلى قائد تاريخي يحمل هذا الاسم هو "حمص بن المهر بن جان بن مكنف"، فيما ذهب البعض إلى أن القائد والمؤسس يدعى "حمث بن كنعان" وقُلبت "الثاء" إلى صاد.
وقيل بل الاسم يعود إلى مفردة قديمة في اللغة الآرامية تعني "الأرض اللينة"؛ نظرًا لوقوعها في سهل زراعي خصب، فيما يُطلق عليها كذلك "أم الأحجار السود"؛ نظرًا لكثرة أحجارها السوداء من البازلت.
يجري في قلب المدينة نهر العاصي شريانها النابض بالحياة إذ يخترق أراضيها لمسافة 73 كيلومترًا يودعها النهر عند بلدة "الرستن" مكونًا بحيرة بديعة الجمال، تضاف إلى ما تشتهر به المدينة من ينابيع ونسيم منعش وتربة خصبة تنمو فيها بساتين الفواكه والزيتون والمحاصيل الإستراتيجية مثل القمح والأرز.
وتحتوي حمص على كنوز ومفاخر في العمارة العربية الإسلامية ممثلة بعدد من القصور والجوامع التاريخية مثل "بيت الآغا" و" قصر الزهراوي" وجامعي "النوري الكبير" و"خالد بن الوليد" فضلًا عن المتاحف.
كما تحتضن كنيستي "أم الزنار" ودير "مار جرجس" اللتين تعكسان التعايش الثقافي والديني الذي ميز تاريخ المدينة.