هل البلاستيك الحيوي قابل للتحلل؟

أدى انتشار مصطلحات مثل "قابلة للتحلل الحيوي"، و"قابلة للتحلل"، و"معتمدة على النباتات"، و"صديقة للأرض"، المكتوبة على العبوات التي تستخدم لمرة واحدة، إلى خلق ارتباك بين المستهلكين، بحسب تقرير جديد لصحيفة "واشنطن بوست".

وأوضحت الصحيفة أنه بينما تقترح بعض تلك الملصقات حلاً للتلوث البلاستيكي، يحذّر الخبراء من أن الواقع أكثر تعقيدًا؛ بسبب التعريفات والمعايير المختلفة للبلاستيك الحيوي.

 وتصف جوديث إنك، المسؤولة السابقة في وكالة حماية البيئة، الوضع الحالي بأنه "الغرب المتوحش" للتسويق، مع ارتباك كبير حول ما يمكن وصفه بأنه قابل للتحلل الحيوي، أو قابل للتحويل إلى سماد، أو صديق للبيئة.

ما هو البلاستيك الحيوي؟

البلاستيك الحيوي عبارة عن مواد مشتقة جزئيا أو كليا من النباتات، ويمكن أن تتحلل بعض المواد البلاستيكية الحيوية من خلال التسميد أو التحلل الحيوي. ومع ذلك، لا تتحلل جميع المواد البلاستيكية الحيوية بسهولة، وليست جميعها ذات أساس نباتي، فبعضها مصنوع من الوقود الأحفوري، ولكنه مصمم ليتحلل في نهاية الأمر.

 وتشير كات كناور، عالمة البوليمر في المختبر الوطني للطاقة المتجددة، إلى أن البلاستيك الحيوي متنوع، ولا يقتصر على الأكياس الخضراء القابلة للتحلل والتي نراها عادة، بل يشمل: 
 

1. البلاستيك الحيوي

مصنوع من مواد نباتية مثل قصب السكر أو الذرة، وهذه المواد البلاستيكية ليست بالضرورة قابلة للتحويل إلى سماد. 
 ومن الأمثلة على ذلك البولي إيثيلين الحيوي والبولي بروبيلين الحيوي، المستخدم في تغليف المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية.
 
 2. البلاستيك الحيوي ذو الأساس الحيوي والقابل للتسميد:

مصنوع من مواد طبيعية، مثل الفطريات، ويمكن أن تتحلل في أنظمة التسميد الصناعية وحمض البولي لاكتيك (PLA)، المشتق من النشويات مثل الذرة وقصب السكر، هو مثال شائع.

 3. المواد البلاستيكية القابلة للتحول إلى سماد من الوقود الأحفوري:

تعتمد هذه المواد على البترول ولكنها مصممة بحيث تتحلل، مثل مادة "PBAT" المستخدمة في أكياس القمامة القابلة للتحلل.

تحديد قابلية التسميد الحقيقية

بحسب الصحيفة، قد يكون التنقل بين الملصقات لتحديد قابلية السماد أمرًا صعبًا.  

وينصح كناور بالبحث عن شهادات من معهد المنتجات القابلة للتحلل الحيوي (BPI) أو TÜV Austria، التي توفر معايير للمنتجات القابلة للتحلل.

ويحذّر كناور من افتراض أن المنتج قابل للتحلل من دون الحصول على شهادة مناسبة، إذ تتطلب معظم المواد البلاستيكية القابلة للتحويل إلى سماد مرافق صناعية ذات درجات حرارة عالية من أجل التحلل الفعال، وعادةً ما تكون إعدادات التسميد المنزلي غير كافية لهذه المواد.

 التحديات في التسميد التجاري

غالبًا ما يرفض صانعو السماد التجاريون المواد البلاستيكية القابلة للتحلل؛ بسبب المخاوف من التحلل غير الكامل والتلوث الكيميائي.   

في نهاية الأمر، يجب على المستهلكين التعرف على أنظمة جمع النفايات المحلية الخاصة بهم لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن التغليف المستدام. 
وأكدت "واشنطن بوست" أنه على الرغم من جاذبية المنتجات القابلة للتحلل، يظل تقليل المواد وإعادة استخدامها هو النهج الأكثر فاعلية، مشددة على أن سهولة استخدام المواد البلاستيكية وتكلفتها المنخفضة أديا إلى انتشار الاعتماد عليها على نطاق واسع، ولكن التحول نحو الاستهلاك الأكثر ضميرًا يعد ضروريا.