آليات الجيش الإسرائيلي تقتحم مدينة يطا جنوب الخليل

logo
بيئة ومناخ

بعد إعصار "دانيال".. كيف تهدد التغيرات المناخية ليبيا؟

بعد إعصار "دانيال".. كيف تهدد التغيرات المناخية ليبيا؟
مدينة درنة بشرق ليبيا بعد فيضانات سابقةالمصدر: أ ف ب
17 نوفمبر 2024، 1:01 م

بعد مرور عام على إعصار دانيال الذي أودى بحياة الآلاف في  ليبيا ولا يزال الآلاف مفقودين، تتصاعد المخاوف من تأثيرات التغيرات المناخية في البلاد الواقعة في شمال أفريقيا والتي يعمق فيها الانقسام السياسي من أزماتها.

وتُعاني ليبيا منذ سنوات من التغيرات المناخية التي انعكست في انحسار للتساقطات وتضاعف الصحراء التي تمثل أصلاً نحو 95 بالمئة من مساحتها.

f1a2f374-e9fd-4a0d-b551-c4f7a8bd5a7b

تأثيرات كبيرة

وبحسب العديد من الإحصاءات، فإن مساحة ليبيا تبلغ نحو مليون و759 ألف كيلومتر مربع، ويمثل التصحر أحد أكبر التحديات المناخية للسلطات، لكن أيضاً الكوارث التي تسببت في دمار كبير على غرار "دانيال".  

وعلقت الأستاذة في جامعة بنغازي، إيمان المازق، على الأمر بالقول إنه: "بسبب إعصار دانيال حدث نوع من التدهور للتربة التي تآكلت بشكل كبير، والماء المالح تسرب إلى المناطق الساحلية، بالتالي التربة السطحية فقدت جزءًا من خصوبتها وهذا من شأنه أن يؤثر على الزراعات". 

وأضافت المازق في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" أن: "الثروة الحيوانية تأثرت جراء التغيرات المناخية، خاصة أن جزءًا منها يعتمد على الزراعة وجزءًا آخر على العلف المستورد، وهناك إجهاد حراري يؤثر على الإنتاجية ناهيك عن النقص الحاصل في الأراضي المخصصة للرعي ما يؤدي إلى تأثر هذه الثروة، علاوة على زيادة الأمراض التي تصيب المواشي".  

a327acaa-20c9-4d5d-8917-b4d4dbd22516

 

ورأت أن "التغيرات المناخية أيضًا أثرت على الحيوانات البرية مثل الطيور المهاجرة في ليبيا بسبب اختلاف درجات الحرارة إذ أصبح هناك نزوح لهذه الطيور".  

وأنهت المازق حديثها بالقول إن: "الأمن الغذائي تأثر بسبب الانخفاض في المحاصيل والخسائر في الثروة الحيوانية والاضطرابات في صيد الأسماك سواء بسبب عاصفة دانيال أو غير ذلك من تآكل الشواطئ، وهي كلها عوامل أفضت إلى ارتفاع الأسعار وخسائر مادية عند المزارعين، وحتى مواسم بيع الأضاحي في المناسبات مثل عيد الأضحى ارتفعت الأسعار بشكل كبير".

أخبار ذات علاقة

مدن تونس مهددة بالتغيرات المناخية.. وكلفة الترميم "باهظة"

 

غير مستعدة

وبعد الخسائر الهائلة في البنية التحتية وفي الأرواح جراء إعصار "دانيال" العام الماضي، طرحت مسألة استعداد السلطات للتصدي للكوارث البيئية في بلد يشهد انقسامًا حكوميًّا وسياسيًّا متزايدًا.

ومن جانبه، قال محمد بالقاسم محجوب، وهو مهتم بالشأن المحلي في ليبيا، إن: "في المنطقة الشرقية هناك فقدان كبير للثروة الحيوانية، لكن الآن بدأ الوضع يتعدل، لأننا نعرف أن شرق ليبيا تزدهر فيها بشكل خاص تربية المواشي، لذلك أثر إعصار دانيال بشكل رئيس على النشاط الزراعي وبشكل خاص على التربة".

وأوضح محجوب في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" أنه: "تمت خسارة أنواع كثيرة من الأشجار النادرة التي كانت أصلاً مهددة بالانقراض في المنطقة، وهناك جهود الآن لإنقاذها، ولكنها فردية أو من منظمات غير حكومية، والآن أصبح هناك تركيز على الأمور البيئية التي يجب أن يتم التعامل معها كضرورة ملحة وليس أمرًا ثانويًا؛ لأن ليبيا دولة فيها مشاكل كبيرة في البنية التحتية، لذلك لابد من مضاعفة الجهود".

7c5ed645-d89a-4bb4-84eb-99355abd31ff

 

وشدد على أن "جنوب ليبيا أيضًا متأثر بشكل كبير بالتغيرات المناخية، وخاصة العواصف الوطنية والمفاجئة التي تكون في موسم ما قبل الشتاء، ليبيا تتأثر بالعواصف المتوسطية التي لا يمكن التكهن بها رغم أنها لا تتسبب في خسائر بشرية كبيرة".

واستنتج محجوب أنه "حالياً لا توجد مؤشرات على تحسن في المؤسسات على سرعة الاستجابة في التصدي للكوارث التي تأتي بسبب التغيرات المناخية، وليبيا تتعرض لموجات حر تستمر لأيام ومواسم جفاف وعواصف وطنية شديدة، لا تزال ليبيا غير مستعدة".

أخبار ذات علاقة

"رأس جدير" يعود إلى الواجهة.. تونس ترفع التأهب على حدود ليبيا

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC