وزير خارجية تركيا: بحثنا مع دمشق "أحداث اللاذقية" ولمسنا استعدادا للتعامل معها وحرصا على عدم تكرارها
تستفيد العديد من الواحات المغربية من الأمطار الغزيرة الاستثنائية التي هطلت نهاية الأسبوع الماضي في الجنوب مع ارتفاع مستوى تعبئة السدود وتغذية المياه الجوفية، لكن الجفاف متواصل في باقي أنحاء البلاد. وفق وكالة "فرانس برس".
وشهدت مناطق جنوب وجنوب شرق المغرب عواصف وفيضانات عنيفة غير مسبوقة خلفت 18 قتيلاً على الأقل، بحسب أحدث حصيلة نشرت مساء الاثنين.
وتأثرت مناطق صحراوية وشبه قاحلة بظاهرة مناخية "استثنائية" مرتبطة بصعود للجبهة المدارية التي تتميز بكتلة هوائية حارة ممطرة للغاية وتلاقيها مع كتل أخرى باردة قادمة من الشمال.
ويقول، يوسف بن حمو، مدير وكالة الحوض المائي لهذه المنطقة لـ"فرانس برس"، إن الخزانات الأربعة لحوض درعة واد نون التي تغطي عدة مناطق متضررة من سوء الأحوال الجوية، "شهدت ارتفاعاً في مناسيبها، من 23 أغسطس/ آب إلى 9 سبتمبر/ أيلول، من 101 مليون متر مكعب إلى 191 مليون مكعب، أي بنسبة امتلاء 19%".
في هذه المنطقة، استحوذ سد ورزازات الكبير على بعد 500 كلم جنوب الرباط، وحده على 70% من التساقطات بمعدل 69 مليون متر مكعب، حسب ما أفاد بن حمو، موضحاً أن سد فاصك الجديد الذي بدأ تشغيله منذ مارس/ آذار 2024، حصل على 10 ملايين متر مكعب من المياه في غضون أربع وعشرين ساعة.
بارقة أمل
ويؤكد يوسف بن حمو أن "هذه الأمطار تعتبر نعمة للمنطقة؛ لأن هذه الاحتياطيات ستكون قادرة على ضمان أمن إمدادات مياه الشرب التي تظل أولوية".
كما ستعيد تغذية منسوب المياه الجوفية في المناطق المتضررة من الفيضانات جزئياً على الأقل، الأمر الذي من شأنه أن ينعش النشاط الزراعي المحلي.
بدوره، يؤكد الخبير، محمد جليل" أن "هذه المناطق تعتمد بشكل كبير على المياه الجوفية، وستعمل الأمطار الغزيرة على تجديد طبقات المياه الجوفية وتحسينها، ما سيعطي متنفساً للواحات، خاصة بالنسبة للزراعة".
ورغم الظروف المناخية الصعبة، تنتشر الزراعة (أشجار النخيل، البستنة، الحبوب) على نطاق واسع في المنطقة.
ويشير جليل إلى أن "التأثير النفسي مهم. فهذه الأمطار الأولى تُعطي الأمل، ولكن الموسم قد بدأ للتو، ولن نتمكن من إجراء تقييم إلا بحلول مارس/ آذار".
من جانبه، أعلن وزير الفلاحة، محمد صديقي، الثلاثاء، خلال زيارة إلى ورزازات، أنه سيتم تعبئة ميزانية تزيد على 3,7 مليون يورو من أجل "إنعاش الأنشطة الفلاحية وفك العزلة عن الساكنة المتضررة"، وإعادة تأهيل البنى التحتية المائية المتضررة بسبب الفيضانات.
وفي المستقبل القريب، لا تتوقع مصالح الأرصاد الجوية المغربية فترات ذروة جديدة من الأمطار الغزيرة في الجنوب. لكن أستاذ علم المناخ، محمد سعيد كروك، حثّ على "الاستعداد لظواهر جديدة لا يعرف تواترها وعنفها، مع الأخذ في الاعتبار تأثيرات التغير المناخي".