يُعاني السياح الذين يزورون الفضاء من بعض التغيرات الجسدية التي يعاني منها رواد الفضاء الذين يقضون أشهرًا في المدار، لكن هذه التحولات تعود، في الغالب، إلى طبيعتها بمجرد عودتهم إلى الأرض، وفق تقرير لوكالة "أسوشييتد برس".
وتناولت الدراسة التي نُشرت في مجلة (Nature) تأثير رحلات الفضاء على الجلد، والكلى، والجهاز المناعي.
وقال الباحث في معهد بلو ماربل الفضائي للعلوم، أفشين بهشتي، إن النتائج يمكن أن تساعد الباحثين على إيجاد طرق لمواجهة الآثار السلبية للسفر إلى الفضاء.
وأضاف التقرير أنه تم تضمين الأبحاث التي أُجريت على 4 من سياح الفضاء في سلسلة من الدراسات حول الآثار الصحية للسفر إلى الفضاء، وصولاً إلى المستوى الجزيئي.
وأوضح الباحثون أن النتائج ترسم صورة أوضح لكيفية تكيف الأشخاص، الذين لم يخضعوا لسنوات من التدريب الذي يجريه رواد الفضاء، مع انعدام الوزن و الإشعاع الفضائي.
وأثناء وجودهم في الفضاء، قام الركاب الأربعة على متن رحلة "سبيس إكس" التي يطلق عليها اسم "أنسبيراشن 4"، بجمع عينات من الدم واللعاب والجلد وغيرها. وقام الباحثون بتحليل العينات، ووجدوا تحولات واسعة النطاق في الخلايا، وتغيرات في الجهاز المناعي.
واستقرت معظم هذه التحولات في الأشهر التي تلت عودة الأربعة إلى ديارهم، ووجد الباحثون أن رحلة الفضاء قصيرة المدى لم تشكل مخاطر صحية كبيرة.
وقال الباحث والمؤلف المشارك كريس ماسون من كلية طب وايل كورنيل: "هذه هي المرة الأولى التي نجري فيها فحصًا لكل خلية على حدة لطاقم عندما يذهبون إلى الفضاء".
وأشار التقرير إلى أن وكالة ناسا وغيرها قامت منذ فترة طويلة بدراسة تأثير السفر إلى الفضاء على رواد الفضاء، بما في ذلك المقيمين لمدة عام في محطة الفضاء الدولية، ولكن كان هناك اهتمام أقل بسائحي الفضاء.
وكانت أول زيارة سياحية إلى المحطة الفضائية، في العام 2001، وتوسعت فرص السفر الخاص إلى الفضاء خلال السنوات الأخيرة.
وقالت خبيرة الإشعاع في جامعة ولاية كولورادو التي شاركت في البحث، سوزان بيلي، إن رحلة مستأجرة مدتها 3 أيام، في العام 2021، أعطت الباحثين فرصة فحص مدى سرعة تفاعل الجسم وتكيفه مع رحلات الفضاء.
